كان اليوم فى مطلع العام الحالى، وكنت فى الإسكندرية لألقى محاضرة، حول تطوير التعليم فى مصر، فى قاعة احتشدت بطلاب وأساتذة ومهنيين وأمام عدسات كاميرات تليفزيونية تنقل ما أقول إلى ملايين المشاهدين فى مصر وخارجها. مع الإسكندرية، تلك المدينة التاريخية الساحرة على شاطئ المتوسط.. أبدا لم ينقطع التواصل منذ أن تخرجت فى جامعتها الكبيرة قبل أن أذهب باحثا عن المزيد من العلم فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. شباب مصر ولكن فى ذلك اليوم كنت فى الإسكندرية لأول مرة بصفة رسمية كمبعوث الرئيس الأمريكى باراك. وعندما نظرت حولى وجدت نفسى محاطا بمجموعة من شباب مصر الذى لديه من الموهبة والطموح ما يدفع به للتطلع إلى الأفضل، يأمل فى تحقيق طموحات بعضها شخصى والبعض الآخر بالتأكيد يهدف لخدمة وطنه ورفعته. لقد رأيت أمامى شبابا لديه الكثير من الأمل فى مستقبل أفضل، كما أن لديه من الواقعية والإدراك ما يجعله غير غافل عن حجم المشكلات والتحديات والصعوبات التى تواجه مجتمعهم. فى ذلك اليوم كان واضحا لى أن هؤلاء الشباب هم الأمل المنتظر لمصر ولمجتمعها، ورأيت أنهم الغاية المنشود التواصل معها وحثها على السعى لنيل العلم وتحقيق الطموح فى إطار المبادرة التى طرحها الرئيس باراك أوباما يوم تحدث من منبر جامعة القاهرة، فإذا ما كان لمبادرة الرئيس أوباما أن تؤتى الثمار التى وعدت بها فلابد لهؤلاء الشباب أن يكونوا الشريك فى صناعة المستقبل. أيامى فى التعليم وعادت بى الذاكرة إلى يوم كنت فى مثل عمرهم، حين كنت طالبا جامعيا أسعى للعلم وتحصيله، تراودنى آمال وتدفعنى مُثُل للمضى قدما... وفى الطريق كانت قوة العلم هى الدافع والمعين لى وهى الضوء الذى أرشدنى وأسهم ولا شك فى صياغة الخطوات نحو المستقبل. فعندما كنت فى مثل عمر هؤلاء كان طموحى يعززه ذلك النظام التعليمى المتميز وقتئذ، كما كان يحتضنه ويرعاه نظرة الاحترام والتقدير التى كان المجتمع المصرى فى ذلك الوقت يوليها لطالب جامعى يرغب فى تحصيل العلم واستشراف آفاق أفضل لنفسه ولمجتمعه.. ففى ذلك الحين كان الإنجاز التعليمى والتفوق العلمى هدفا قوميا له الأولوية. الدين والثورة والعلم وفى مناخ كهذا لم يكن أبدا هناك من يرى فى العلم ما يعارض الدين، بل كان العكس هو الصحيح. فكما كان المسجد مكان عبادة، كان أيضا مكانا نلتقى فيه أنا وغيرى من الطلاب نتدارس ونستذكر علومنا. ومع أن الثورة التى قادها الرئيس جمال عبدالناصر يمكن وصفها بأنها ثورة «علمانية» أى أن المحرك الرئيسى وراءها لم يكن الدين وحده، لكن هذه الثورة لم تتقاطع سلبا مع العمق الدينى للمجتمع المصرى. وفى بيتنا مثله مثل حال معظم البيوت كان تدين المجتمع المصرى فى هذا الوقت معبرا عن وسطية السلوك والتسامح المستنير. كما كان للمرأة الاحترام العائلى والمجتمعى، وفى دفعتى بجامعة الإسكندرية كان نصف الطلاب من النساء تقريبا، كما أن الأستاذ الأكاديمى المشرف على دراستى للماجستير كانت سيدة من أعضاء هيئة التدريس. وفى ستينيات القرن الماضى كانت الإسكندرية مدينة تجمع الثقافات والأعراق فتدمجها فى إطار واحد.. يتعايش فيها رجال ونساء من أصول مختلفة فى تناغم.. ويتصادق فيها المسلم والمسيحى. أمريكا فى عيون مصرى وبالنسبة لأبناء جيلى لم تكن الولاياتالمتحدةالأمريكية صديقا مقربا لمصر. والسبب كان واضحا فالعلاقة بين واشنطن وجمال عبدالناصر الذى لا يستطيع أحد أن ينكر عليه شعبيته الطاغية فى ذلك الوقت لم تكن فى أفضل حالاتها بعد أن حالت الولاياتالمتحدةالأمريكية دون حصول مصر على المساعدة الاقتصادية اللازمة لبناء السد العالى، وزادت فقدمت لإسرائيل ترسانة لا يستهان بها من القوة العسكرية الصلبة. ولكن المذهل أن على الرغم من ذلك الخلاف السياسى أبناء جيلى من شباب مصر وجدوا ما يجذبهم للولايات المتحدةالأمريكية، ولم تكن أسباب الانجذاب هذا سوى الإنجازات العلمية ومبادئ العدالة والديمقراطية المستوحاة من الدستور الأمريكى. بل إنه فى أسوأ أوقات العلاقات المصرية الأمريكية، مباشرة فى أعقاب حرب 1967، كان هناك من بين أساتذتى فى الجامعة من حصل على درجة الدكتوراه فى الجامعات الأمريكية ومن كان مستعدا على الرغم من الخلاف السياسى الكبير أن يتحدث لنا بثقة عن الوجه الآخر لأمريكا والصورة الإيجابية لها. من الإسكندرية إلى فيلادلفيا وفى هذه الآراء وجدت ما دفعنى لأن أذهب إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للحصول على درجة الدكتوراه. وعند وصولى إلى فيلادلفيا، قادما من الإسكندرية، كان لابد أن أندمج مع أسلوب الحياة فى ذلك البلد الجامع والصاهر لأناس من مشارب مختلفة، ووجدت بالفعل أن تلك القوة الناعمة للعلم هى ذاتها القادرة على بناء الجسور التى تربط بين أناس لهم انتماءات ثقافية ودينية مختلفة. وبعد عدة عقود أجد نفسى اليوم أمام سؤال ملح: هل يمكن للقوة الناعمة للعلم تلك القوة التى كانت الوتد الذى قامت عليه تجربتى وآخرين مثلى أن تعود لبناء جسور تسمح بتواصل أقرب بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم الإسلامى؟ تلك القوة الناعمة قبل أن أشرع فى الإجابة عن السؤال حول مدى قدرة القوة الناعمة على بناء جسور التواصل يجب أن أذكر القارئ بأن القوة الصلبة، وهى بالتأكيد جدا مكلفة، لا تؤتى بالضرورة ثمارا كثيرة. ولعل فى تجربة التعامل العسكرى مع العراق ما يشير إلى أن النجاح ليس دوما حليف خيار القوة العسكرية الصلبة، بل وما يوضح لنا أن اللجوء إلى هذه القوة، كما حدث فى العراق، تسبب فى فقد أرواح كثيرة بالالاف وجلب التعاسة والدمار للملايين، كما تسبب فى تبعات اقتصادية وسياسية لها عواقب وخيمة. وعندما ننظر إلى نموذج العراق لا يمكن لنا إلا أن نعترف بأنه وبغض النظر عما يسمى «بالنوايا الطيبة» يمكن القول إنها كانت وراء قرار الرئيس جورج بوش وتفكير المحافظين الجدد سواء كان ذلك دعوى نشر الديمقراطية أو تأمين امدادات النفظ فإن الأكيد فى التحليل النهائى هو أن استخدام القوة العسكرية الصلبة فى العراق تسبب فى تعميق الصراعات فى الشرق الأوسط كما تسبب فى تشتيت الجهود والاهتمام الذى كان ينبغى أن ينصب نحو تحقيق الأهداف الحقيقية المتعلقة بالتنمية الاقتصادية فى المنطقة وإيجاد حل حقيقى للنزاع الفلسطينى الاسرائيلى. طموحات الشعوب العربية والإسلامية أما النقطة الثانية التى يجب على الجميع أن يتذكرها أنه لا يوجد على الإطلاق فى جينات الثقافة الإسلامية ما يحول دون قدرة تابعى هذه الثقافة على التعرف على أفكار جديدة وتبنيها أو ما يحول دون قدرة هؤلاء على استشراف العلم أو يجبرهم على النظر إلى العلم على أنه أمر بغيض مناف لمبادئ دينهم وثقافتهم. إننى شخصيا لا أرى تعارضا بين العلم البناء والدين الصالح وأنه لا يصح لأحد أن يحاول استخدام الدين ليحرم العقل من التقدم العملى. ولكنى أخشى أن أكثر التحديات التى ستواجه التقدم العلمى فى القرن المقبل خصوصا بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية هى القيم والمعتقدات المجتمعية والدينية التى ستقبل أو ترفض التقدم العملى متوقعا زيادة الفتاوى الدينية والعودة للعصور المظلمة. وأظن أنه سيكون من الضرورى أن تعمل الدول العربية والإسلامية على تأهيل علماء فى الدين والعلم ليكونوا قادرين على مناقشة الأمور البحثية وعلاقتها بالدين حتى يخرج البحث إلى مجتمع واعٍٍ متعلم، قادر على تقبل نتائجه والاستفادة منه لما فيه خير أبنائه. إن الغالبية العظمى من المسلمين والعرب هم أناس يعيشون حياة تتسم بالوسطية والاعتدال وجل أمل هؤلاء أن يحيوا حياة ميسورة وأن يتمكنوا من تعليم أبنائهم وتنشئتهم فى يسر واعتدال. ولقد ذهبت إلى العديد من البلدان الإسلامية وفى كل مكان زرته وجدت أناسا يرغبون فى التواصل العلمى والتعليمى مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وذلك على الرغم من اختلافهم حول السياسات الأمريكية وبالذات فى الشرق الأوسط. التحديات والآمال إن ما يحتاجه هذا الجزء من العالم، الذى يواجه قدرا لا يستهان به من المعاناة والتحديات، هو ما تقدمه القوة الناعمة للعلم والتعليم والتنمية الاقتصادية... فهذا هو السبيل الأمضى لبناء الجسور. وهناك حقائق لا يمكن أن نغفلها ومن أبرزها أن قرابة نصف سكان العالم العربى، أى نصف ثلاثمائة مليون نسمة، هم الآن دون الخامسة عشرة من العمر، وأن نسبة البطالة فى العالم العربى تتجاوز 15 بالمائة من هؤلاء القادرين على العمل والراغبين فى الحصول عليه، هذا إلى جانب الغياب العربى عن المشاركة فى المحافل العلمية والاقتصادية على المستوى الدولى. وبالتأكيد فإن مثل هذه العوامل وغيرها تتضافر لتكون قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر فى أية لحظة جراء الإحباط فتتمحور إلى صور من العنف قد يقع بعضه فى بلدان عربية وقد يتجاوز بعضه البلدان العربية إلى دول أخرى فيقع العنف فى سياق أكبر وأوسع. وبالطبع فإن ما حل بشعوب المسلمين هو جراء ما قام أو لنقل ما لم يقم به أبناء هذه الشعوب. فليس لأى دولة، بما فى ذلك الولاياتالمتحدةالامريكية، القدرة على القيام بتطوير البحث العلمى لبلد آخر، ولكن ما تسعى أمريكا للقيام به من خلال مبادرة الرئيس أوباما لمصر هو تحفيز لهذه العملية التى لن تتم إلا فى بلاد لديها خطة واضحة ومراكز بحثية متميزة. وبالطبع سيكون دوما على كل دولة أن تحفز نفسها بنفسها. إن مبادرة الرئيس أوباما لتطوير البحث العلمى فى الدول الإسلامية ستستفيد منها الدول التى لديها الإرادة الحقيقية والتفهم الفعلى لدور العلم فى التنمية. إنه من الواضح الآن أن النمو الاقتصادى له علاقة طردية مع التقدم العلمى وأن تعامل الدول فى حل النزاعات السياسية يعتمد فى المكانة الأولى على موقع هذه الدول العلمى والاقتصادى، كما أن تحقيق التقدم المجتمعى لا يتطلب أجيالا كما يدعى البعض، وإنما أثبتت التجارب أنه يمكن تحقيق ذلك التقدم إذا ما صدقت النوايا وبذل الجهد المخلص فى نحو عقد إلى عقدين، وذلك من خلال أساس وقاعدة علمية وفكر حديث. ولعل المثل الأوضح فى هذا هو تجربة تايوان التى زرتها مؤخرا فوجدتها وقد اختلفت بصورة تكاد تكون جذرية عما كانت عليه عندما زرتها أول مرة منذ نحو 10 سنوات.. وعلى عكس ما كان الحال عليه فى الزيارة الأولى وجدت فى زيارتى الأخيرة إنجازات ليست بالقليلة فى مجال التقدم العلمى والتكنولوجى والبحث العلمى، فوصل الدخل القومى للفرد إلى 20 ألف دولار سنويا وتمكنت تايوان من تحقيق نقلة نوعية فى مجال الصناعات القائمة على الاستخدام التكنولوجى المتطور. وإذا ما كان للدول العربية والإسلامية أن تستفيد فعلا من التقدم العالمى الهائل فسيكون عليها إيجاد وتشجيع أصحاب أفضل العقول العلمية لديها وجمعهم ربما فى مكان واحد ليتمكنوا من تحقيق العمل والإبداع الجماعى على أن يتم ذلك فى مناخ مناسب لتحفيز القدرة الخلاقة للإنسان وهو ما يتطلب بالضرورة إبعاد جميع أشكال المعوقات الإدارية. دور الغرب فى الوقت نفسه، وإلى جانب الجهود المنوطة بالدول العربية والإسلامية لتحقيق النهضة العلمية المنشودة، فإن الاسهام فى تحقيق الاستقرار لأبناء هذه الشعوب ولأبناء الشرق الأوسط يجب أن يكون أيضا هدفا حيويا بالنسبة للغرب ليس فقط لأن ذلك يؤمّن حصول الغرب على الموارد الطبيعية التى تصدرها هذه الدول ولكن لأنه أيضا يسهم فى تحقيق سياق سياسى متوازن فى هذه المنطقة التى تتعانق حولها قارات ثلاث والتى تشارف اهتمامات قوى أخرى مثل الصين وروسيا. ولقد جرت العادة على أن تركز الولاياتالمتحدةالأمريكية اهتمامها بالشرق الأوسط فى سياق تأمين امدادات النفط وضمان التفوق العسكرى لإسرائيل. ولابد من الاعتراف بأنه خلال نصف قرن فإن ممارسة هذه السياسة الأمريكية ارتبطت بقيام واشنطن بتقديم الدعم غير المعلن لأنظمة غير ديمقراطية فى الوقت الذى كان الحديث فيه دوما فى العلن يدور حول دعم الديمقراطية ونشرها. ويجب بالقطع تغيير هذه السياسة المزدوجة لتحل محلها سياسة أخرى تدعم صدقا وفعلا مبادئ حقوق الإنسان والحوكمة الراشدة. فى الأماكن التى ذهبت إليها فى الدول العربية والدول ذات الأغلبية المسلمة وجدت قدرا من التفهم للعلاقة الخاصة التى تربط الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، ولكننى أيضا وجدت رغبة حقيقية فى أن تمارس الولاياتالمتحدةالأمريكية دورها فى الشرق الأوسط بصورة أكثر توازنا بما يسهم فى إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. وليس لدى شك أن أفضل ما يمكن أن تقدمه واشنطن لإسرائيل على المدى الطويل هو ضمان السلام بين إسرائيل وبين الشعوب العربية التى يبلغ تعدادها 300 مليون نسمة وبين الشعوب الإسلامية التى يبلغ تعدادها 1.5 بليون نسمة. وفى هذا يجب على الولاياتالمتحدةالامريكية أن تبذل كل الجهد لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من القوة الناعمة بما يسهم فى خلق النوايا الطيبة. يجب على الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تعمل على نشر النماء الاقتصادى ودعم الأغلبية المعتدلة لمجابهة أقلية نال منها التطرف. وسيتطلب تحقيق ذلك تبنى سياسات طويلة الأمد لضمان تطوير وتحسين البنية الاساسية للعلوم والتعليم بما يفيد هذه الشعوب ويحقق طموحاتها التنموية، وبالتالى فإن ما يجب أن نقوم به هو التوجه نحو زيادة وليس أبدا نقصان سبل دعم الطلاب والمنح التعليمية الممنوحة لأبناء هذه الشعوب، وسيكون فى ذلك ما يحقق فائدة أبناء الشعوب العربية والإسلامية وفائدة الولاياتالمتحدةالأمريكية. نظرة إلى المستقبل وبالقطع يمكن للولايات المتحدةالامريكية أن تعتمد على أبناء الجاليات العربية والإسلامية الموجودة بها للإسهام فى بناء الجسور وكذلك ليكون هؤلاء هم حلقة الوصل فى نقل المعرفة والعلوم إلى أبناء هذه البلدان، فهؤلاء أيضا هم خير من يمثل الولاياتالمتحدةالأمريكية ذلك البلد الذى احتضنهم، وليكن دور هؤلاء اليوم كما كان دور أساتذتى فى جامعة الإسكندرية منذ بضعة عقود ليست ببعيدة عندما أرشدتنى خبرتهم للاستفادة من القدرة العلمية والتفاعل معها على الرغم من تغلغل الخلافات السياسية. لقد جاءت عودتى للشرق الأوسط لتبعث فى نفسى طمأنينة أن بلدان هذه المنطقة لم يغفلوا وسط خلافات سياسية عديدة أهمية التفوق العلمى والقيم الديمقراطية.. كما كان الحال مع أبناء جيلى منذ قرابة نصف قرن من الزمن. وليس لدى أدنى شك أن شباب المستقبل فى العالم العربى والاسلامى قادر على تحقيق التقدم للمشاركة فى عالم اليوم.. وعليه تكون القوة الناعمة للغرب هى أفضل السبل لعلاقة بناءة مع المستقبل. كاتب هذا المقال الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل فى العلوم، ويشغل حاليا أستاذ كرسى الكيمياء والطبيعة ومدير مركز الفيزياء البيولوجية فى جامعة كالتك وعضو المجلس الاستشارى للرئيس الأمريكى باراك أوباما.