سيناريو لم يكن يتوقعه احد من محبي كرة القدم بصفة عامة ومشجعي الزمالك والأهلي بصفة خاصة الذين استيقظوا مبكرا علي خبر مزعج وغير متوقع بتأجيل لقاء القمة. بين أكبر ناديين في مصر والعالم العربي الأهلي والزمالك,تلك المباراة التي تحتل مشاهدتها القمة من أجل الابداع الكروي بصرف النظر عمن سيفوز بدرع الدوري العام رسميا. ولم يكن قرار التأجيل في بداية الأمر سهلا كما قد يتصور البعض لكن اصحاب القرار وهم الجهة الأمنية استندوا في ذلك إلي الاحداث المؤسفة التي شهدها ميدان التحرير مساء أمس الأول والتي امتدت حتي الساعات الأولي من صباح أمس ليستيقظ رئيس اتحاد كرة القدم سمير زاهر علي تليفون في السابعة والنصف صباح أمس من وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي الذي طالب رئيس الاتحاد بالتروي ودراسة الأمر في ظل الاحداث الحالية والتي قد تؤثر علي اجواء القمة من خلال استغلال بعض العناصر للمباراة للخروج بها عن هدفها الأساسي. واستمرت المحادثات بين زاهر والقيادات الأمنية لمدة ساعتين إلي أن صدر قرار تأجيل القمة رسميا من قبل الجهات الأمنية وتبع ذلك ارسال اتحاد الكرة لثلاثة خطابات رسمية للزمالك والأهلي واللواء عبدالعزيز أمين رئيس هيئة استاد القاهرة الدولي لابلاغهم بقرار التأجيل. ولم يتوقف الأمر عند ذلك ولكنه امتد لآفاق أخري أكثر تشابكا فالأمر عند اتحاد الكرة لايقتصر علي تأجيل مباراة لكن الكارثة الكبري كانت في كيفية إقامة لقاء القمة في وقت لاحق لايتعارض مع توقيت نهاية الدوري في11 يوليو المقبل وقبل لعب الأهلي لمباراته في دور الثمانية لبطولة دوري أبطال إفريقيا قبل انتهاء الدوري بأربعة أيام وتحديدا في منتصف يوليو هذا بجانب مشاركة المنتخب العسكري في بطولة العالم ويضم بين صفوفه بعض لاعبي الزمالك الاساسيين بل هذه الاشكالية القت بظلال قاتمة علي مستقبل الدوري العام الذي جعل مسئولي اتحاد الكرة يفكرون بجدية في إلغاء مسابقة الدوري والاكتفاء بالمباريات التي اقيمت حتي الآن, وهو قرار خطير لايستطيع اتحاد الكرة تحمل نتائجه واثاره علي مستقبل الكرة المصرية بشكل عام في ظل اعتراض الأندية المتنافسة علي القمة واعني بها الأهلي والزمالك علي أي توقيتات جديدة للقمة وكذلك الحال بالنسبة للفرق المتصارعة علي الهبوط التي تريد إقامة جميع المباريات في توقيت واحد. ولم يكن أمام اتحاد الكرة مفر من الدعوة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الإدارة بحضور لجنة المسابقات لبحث مستقبل المسابقة في ضوء التطورات الجديدة. وتتخذ الازمة منعطفا جديدا ليس فنيا فقط ولكن اقتصاديا أيضا بعد إلغاء جميع الفضائيات لغالبية الفقرات التي كانت مقررة علي هامش لقاء القمة بعدما رفضت أو سحبت الشركات والكيانات الاقتصادية إعلاناتها التي تم الاتفاق علي اذاعتها قبل واثناء وبعد القمة. ولم يستسلم اتحاد الكرة أمام كل هذه التحديات بعدما أعلن حالة الطوارئ لوضع حلول منطقية لهذه الازمة الكارثية وظل سمير زاهر داخل مكتبه بالاتحاد يجري سيلا من المكالمات الهاتفية مع كل القيادات والمسئولين إلي أن تلقي التعليمات الجديدة من وزارة الداخلية بإقامة مباراة القمة ومشاركة قوات الشرطة العسكرية مع رجال الشرطة في تأمين المباراة لضمان خروجها بسلام وشكل حضاري يليق بالكرة المصرية ليسارع اتحاد الكرة مرة أخري لاخبار الزمالك والأهلي واستاد القاهرة بإقامة المباراة وعدم تأجيلها لتنتهي بذلك اخطر ازمة تعرض لها اتحاد الكرة ليعيد القرار الحياة مرة أخري للدوري المصري وينهي بذلك كل اللوغاريتمات التي كانت تصب في صالح موت الدوي إكلينيكيا.