قاربت قصة حسين سالم صديق مبارك ذلك الرجل الاسطورة على الانتهاء بعد ان القى القبض عليه فى اسبانيا بتهمة غسل الاموال هو ونجله وواضح أن الرجل من معتادى الاجرام سواء بمصر او خارجها وتمت مصادرة 33 مليون يورو من امواله ليحاكم امام القضاء الاسبانى الذى حكم عليه بنحو 20 مليون يورو لصالح اسبانيا جراء غسيل الاموال وهكذا تذهب اموال المصريين للاسبان. وحكاية حسين سالم تبدأ أيام كان متطوعا بسلاح الطيران ايام كان مبارك طيارا بذات السلاح وكانت له صلات عديدة بكبار رجال الدولة ايام حكم السادات الذى يؤكد ذلك هو علاقته بجمال السادات ابن الرئيس الراحل السادات الذى عاد من امريكا بطائرة حسين سالم اثناء اغتيال ابيه. وبدأت الحكاية وبسط النفوذ بتولى مبارك مقاليد الحكم وتوطدت العلاقة بينهما وتوالت المجاملات بدءا من تصدير الغاز بتأسيس شركة يمتلكها سالم وتكون صاحبة الحق المطلق فى تصدير الغاز لاسرائيل مرورا بشركة الاجنحة البيضاء المسجلة فى فرنسا وهى المورد الاساسى لتجارة السلاح فى مصر والتى كانت يمتلكها حسين سالم مع ثلاثة شركاء هم مبارك ومنير ثابت وابو غزالة وزير الدفاع المصرى فى ذلك الوقت الى ان بسط نفوذه كاملا على مدينة شرم الشيخ بمساعدة صديقه مبارك الذى سهل له كل صعب وذلل كل مستحيل. واصبح سالم مالكا تقريبا لمدينة شرم الشيخ بعد ان استولى تقريبا على خليج نعمه بالاضافة الى العديد من المنتجعات السياحية منها فندق موفنبيك جولى الذى بنى فيه سالم قصرا على احدث الطرز العالمية يحاكى قصور الف ليلة وليلة ومعه مسجدا لصديقه المبارك اللذين باعا البلد سويا ليتبادل الاثنان الهدايا العينية والنقدية مبارك يعطى له الصلاحيات جميعها ليفعل ما يشاء وقتما يشاء ويرد الجميل سالم بإهداء القصور والفيلات والتحف والهدايا. لم يكن الكثيرون فى مصر يعرفونه جيدا قبل احداث ثورة 25 يناير لانه كان يتمتع بذكاء شديد ومهارة للعمل فى الظلام وخلف الكواليس دون ان يعرفه أحد ولم ينكشف اسمه الا مرة واحدة عندما تقدم احد نواب مجلس الشعب بطلب احاطة عن الفساد المتفشي فى مصر وعن حقيقة شركة الاجنحة البيضاء الا ان الامر لم يتعد مجرد سماع طلب الاحاطه دون أهمية تذكر. وعاد اسم حسين سالم للظهور بقوة مرة اخرى بعد ثورة 25 يناير وتفتحت الابواب وظهور المستور وانه احد أهم افراد العصابة التى استولت على اموال المصريين وتنافسوا فيما بينهم على نهب مصر وتجويع شعبها لكن القدر كان لهم جميعا بالمرصاد وحتى لو نجح سالم فى الهروب من مصر مؤقتا بهروبه الى سويسرا عبر دبى وبحوزته 500 مليون دولار والعديد من المجوهرات والمقتنيات الثمينه الا ان المولى بالمرصاد فقد وقع فى قبضة البوليس الاسبانى ويحاكم هناك على جريمة غسل الاموال. وان كانت الدلائل تشير الى صعوبة استرداد حسين سالم لمصر بسبب جنسياته المتعددة وعدم اعتداده بجنسيته المصرية الا ان الامل كبير فى عدالة السماء وفى يقظة الانتربول المصري بالتعاون مع نظيره الاسبانى وسيعود سالم لمحاكمته فى مصر.