بالتأكيد إن السطور التالية ليست دعوة لتجريف "أموال" الدولة التى تعرضت لعمليات نهب منظمة وممنهجة من جانب من كان يفترض فيهم الحفاظ عليها.. وليست "وقفة احتجاجية" ترفع مطالب فئوية ترهق "موارد" مجتمع بات يتحسس ما تبقى لديه من أموال بعد "نزيف" أسال كثيراً مما يملكه. ما تعكسه حروف الكلمات التالية هي "صرخة" خوف على "لقمة العيش" شرخت حناجر فئة تشعر بأنها أصبحت على هامش اهتمام مجتمع انشغلت "نخبته" بحوارات يسعى كل طرف - من خلاله - إلى إثبات صحة وجهة نظره "الأولوية للدستور.. أم الانتخابات البرلمانية" دون أن تشعر بأن هناك مئات الآلاف من أسر البسطاء يهدد "غول البطالة" بإلتهام عائلها الوحيد, ويخنقها الخوف من "شبح التشرد" ليصبح الشارع "محلها المختار"!! على بريدى الإليكترونى تلقيت رسالة من العاملين في "أحد المطاعم السياحية على نيل المعادي" تبدو من ظاهرها أنها تحمل شكوى خاصة, ولكنها في حقيقتها تصرخ من "ألم عام" يعانى منه العاملون في المطاعم والمحلات وحتى "البوفيهات" متواضعة الإمكانات في "مجمع التحرير" والمؤجرة من محافظة القاهرة من خلال مزادات علنية. تقول الشكوى إنه منذ "الفوضى الأمنية" التى أعقبت ثورة يناير اختفت المجموعات السياحية التى اعتادت أن تصطف أتوبيساتها السياحية أمام المطعم, وامتنع رواده من المصريين والعرب.. بالإضافة إلى سلسلة من هجمات البلطجية نجحت فى "إفراغ" المطعم من أي مغامر يجرؤ على أن يخطو داخله.. وبات مستقبل مائتى عامل وموظف وأسرهم يواجه مصيره المجهول في ظل إصرار "قسم الإيرادات" بمحافظة القاهرة على تحصيل القيمة الإيجارية "مائتين وخمسين ألف جنيها شهريا" كما ولو كانت الأمور تسير بشكل طبيعى, ولا يواجه العاملون فى المطعم أية ظروف قهرية!! نفس الظروف التى يواجهها العاملون في "مطعم كورنيش المعادى" تلقى بأخطارها على مئات الآلاف من أسر العاملين في المطاعم والمحلات التابعة للمحافظات التى شهدت أحداثاً دموية - أثناء ثورة شعب خرج بحثاً عن حريته وكرامته وحقه فى الحياة بصورة كريمة - وبخاصة الإسكندريةوالسويس. ولا أدرى إذا ماكانت "أقسام الإيرادات" فى محافظتى السويسوالإسكندرية تنتهج ذات الأسلوب الذى ينتهجه "قسم الإيرادات" بمحافظة القاهرة الذى قد بدأ بالفعل إجراءاته الطبيعية لتحصيل القيمة الإيجارية من مطاعمها ومحلاتها المؤجرة كأن شيئاً لم يحدث, وأن الأمور كانت تسير بوتيرتها الطبيعية حتى مع مؤجرى "بوفيهات" مجمع التحرير الذي كان طوال الشهور الماضية "مقراً للأشباح"!! ولأن عودة الحركة السياحية لسابق عهدها لن تتم في ساعات أو في يوم وليلة.. ولأن اعتياد المواطنين على ارتياد أماكن الترفيه لن تعود في التو واللحظة فإن كل ما يطالب به العاملون في هذه المنشآت هو إعفاؤهم من متأخرات السداد خلال الفترة السابقة وإعادة النظر في قيمة مقابل استغلال هذه الأماكن وفق معدلات تخفيض عادلة تراعى ظروف النشاط السياحى وتعافى السوق المحلية وعودة الأمور إلى مسارها الطبيعى بعد عودة الثقة في المنتج السياحى المصرى وعودة الأمن إلى الشارع. وإذا كانت نصوص القانون تعطى الحق "لقسم الإيرادات" بمحافظة القاهرة فى اتخاذ جميع الإجراءات ضد مؤجرى هذه المنشآت.. فإن للقانون "روحاً" تخفف من حدة بطش هذا "القسم".. سيادة المحافظ هل تسمعنى .. آلو .. آلو ..!!