قري ابيس بمثابة واجهة الاسكندرية الزراعية وسلة غذائها نظرا لما تقدمه مائتا قرية من محاصيل ولحوم وألبان, إلا أن اكثر من مليون مواطن يعيشون تحت ضغط المشاكل منذ مدة طويلة. وعلي الرغم من أهمية تلك القري ومعاناتها وأنين أهلها فإن المنطقة لم يزرها محافظ منذ ثلاثين عاما..! ومأساة قري أبيس تبدأ من القرية الثامنة, حيث يقول جمال عرفة: شعرنا طوال الثلاثين عاما الماضية بأننا نلقي عقوبة عندما تجاهل قري أبيس اكثر من عشرة محافظين لم يقم أحد منهم بالاستجابة لصرخات اهالي القري ومعاناتهم لدرجة أن أحدا منهم لم يكلف خاطره بزيارة قري ابيس التي تبدأ مشاكلها من فوضي التعليم وإهمال المدارس والمدرسين الذين يعتبرون عملهم في أبيس تكديرا وتعذيبا. ويضيف جمال عرفة:إن شريان الحياة في قري أبيس متهالك فالطرق الرئيسية أصبحت بركا وتشكل خطورة علي المارة بعد أن ترك مقاولو الصرف الصحي الحفر والمطبات مصائد لأرواح المواطنين في أثناء الذهاب والعودة من أعمالهم. أما سليمان عبدالعزيز فيقول إن أسلاك الكهرباء أصبحت مصائد لارواح المواطنين لوجودها عارية في الشرفات بالإضافة الي الاستعانة بالأعمدة الحديدية المتهالكة وزراعتها في الحقول مما يجعلها عرضة للسقوط وحدوث ماس كهربائي بها يحصد أرواح المارة وكذلك الدواب. ويضيف شعبان سويلم أن هناك مأساة في دخول وخروج المواطنين لقري أبيس نتيجة عدم وجود خطوط مواصلات تؤدي إليها, وتوقف خطوط مواصلات الهيئة الحكومية نظرا لصعوبة الطرق وخطورتها, وأصبح المواطنون عرضة لمافيا الميكروباص الذين يفرضون سطوتهم علي المواطنين نظرا لعدم وجود اتوبيسات تابعة لهيئة النقل العام. اما عن مشاكل الزراعة فيقول جمال عرفة: تبقي المشكلة المزمنة وهي علي الرغم من ملكية المزارعين لأراضيهم منذ خمسين عاما فإن روتين الجمعيات الزراعية والنظام السابق حال دون الاعتراف بقري أبيس ومازال تمليك الأراضي مع وقف التنفيذ في انتظار حكومة ومسئولين يعيدون اكتشاف هذه القري وإنقاذها من بحر المشاكل التي تحيطها من كل جانب وتعوق التنمية البشرية والزراعية لسلة غذاء العاصمة الثانية.