لدي الشعب المصري مخزون هائل من الخبرة الزراعية التقليدية, كبير أخصائيين بالهيئة العامة للاستعلامات ولكن هذه الخبرة و أمام تزايد الحاجة إلي الغذاء وتضخم فاتورة الواردات والتحديث الزراعي العالمي أصبحت بحاجة شديدة إلي التخصيب بتطبيق نتائج البحث والتطوير, وتجديد الارتباط والتواصل المنتظم بين أطرافها وهم: المزارع, والخبير بمراكز البحوث الزراعية والبيطرية, ومسئول السياسة الزراعية التي تنهض بها وزارة الزراعة. وهي مهمة لايمكن أن تقوم بها إلا قناة تليفزيونية زراعية تجمع بطريقة خلاقة بين الاطراف الثلاثة علي المستوي القومي. ولأهمية الاعلام الزراعي بدأت تجارب لاتزال في مهدها لإقامة قنوات تليفزيونية زراعية متخصصة إلي جوار المجلات الزراعية وغيرها من وسائل الإعلام. وقد أنشأت السعودية قناة زراعية مؤخرا وسبقتها باكستان في ذلك. وبات من الضروري دخول مجال البث التليفزيوني الزراعي المتخصص الذي يسهم في تنمية الانتاج ودفع النمو بتقديم الخدمات الارشادية وربط اطراف العملية الزراعية بمفهومها الواسع ربطا تفاعليا مثمرا وسيكون هدف القناة المقترحة تحقيق التواصل المعرفي النافع بين اطراف العملية الزراعية, وتوفير لسان ناطق مرئي للمزارعين والخبراء وصناع القرار, وتعميق التفاعل بين الاطراف الثلاثة من اجل زيادة الانتاج الزراعي الحيواني وصولا الي تحقيق الغاية الكبري وهي الاسهام الاعلامي المتخصص في انجاز الثورة الخضراء لتحديث الزراعة وتوفير حاجة مصر من الغذاء ووضع حد لفاتورة الواردات الزراعية المتضخمة وتصدير المنتجات الفائضة. وستعمل القناة علي تشجيع التثقيف والتدريب الزراعي والاهتمام بترويج البرامج التي تقدمها كليات الزراعة وإدخال روح التنافس بين كليات الزراعة ومراكز التدريب الزراعي بنشر اسهامات اساتذتها وبرامجها التدريبية ومزارعها التجريبية ومالديها من معامل ومنتجات واسهامات علمية في رفع مستوي الخبرات والمهارات الزراعية, من اجل تطوير الزراعة. ويمكن ان تتنوع البرامج بتنوع العملية الزراعية ومفرداتها من التربة, الي طرق الزراعة, الي محاصيل الحبوب والخضروات والفواكه والحيوانات والطيور والاسماك, الي التخصيب والتسميد والتغذية, الي مقاومة مسببات الامراض والحشرات في صحة النبات والحيوان, الي طرق الحصاد والنقل والتخزين والتصنيع والتوزيع والتسويق والتصدير, الي طرق التطوير والمستجدات الي دعم الحملات القومية لتحقيق الكفاية الغذائية, الي برامج التعليم الزراعي الي تشجيع اقامة مراكز التدريب الزراعي. ولابد من أن يكون هناك آلية لتقييم مدي نجاح البرامج الزراعية في تحقيق الهدف منها والوصول الي الجمهور المستهدف, خاصة ان الاعمال الزراعية ذات مواعيد محددة لابد من مراعاتها ويتركز العمل في مواسم زراعية ومن ثم يمكن توقيت البرامج لتخدم الجمهور حين تشتد الحاجة الي المعلومات التطبيقية والارشاد. ولايمكن ان ينهض اتحاد الاذاعة والتليفزيون المصري وحده بهذه المهمة الجسيمة, ولذلك فهو بحاجة الي تعاون ودعم من وزارات الزراعة والري والتعليم العالي والمجالس القومية المتخصصة واكاديمية العلوم والمركز القومي للبحوث ومراكز البحث والتطوير الزراعي والمائي والحيواني والبيطري, وهي مراكز متعددة ولها انجازاتها المهمة في تطوير الزراعة المصرية. كما أن شركات استصلاح الاراضي والطرق والكباري والطاقة الكهربائية والاتصالات الهاتفية لها دورها الهام في مساندة ودعم الانتاج الزراعي باعتبارها من مدخلات المشروع الزراعي الحديث. ويمكن ان يتخذ التنسيق مع هذه الجهات العديدة صورة لجنة مشتركة لممثلين لهذه الجهات يشتركون مع القناة ووزاراتي الزراعة والري في وضع خريطة البرامج وتوفير متطلبات البرامج العلمية والسعي لتوفير الحلول للمشاكل التي تواجه المنتجين الزراعيين. ولابد من إنشاء لجنة علمية من الخبراء الزراعيين( في النبات والحيوان) تشرف علي اعداد سياسة القناة واستراتيجية تحقيقها والبرامج التنفيذية والتقييم والتطوير. ومن المتوقع اذا اعتمدت القناة هذا المنهج العلمي التطبيقي ان تحقق اقبالا كبيرا من الجمهور الزراعي وبالتالي دخلا ماليا من اعلانات الشركات العاملة في المجالات الزراعية والحيوانية المتعددة مثل شركات البذور والشتلات والاسمدة والميكنة والاعلاف والدواجن واحتياجات المزارع النباتية والحيوانية. كما يمكن أن تسهم هذه القناة في ترويج الاعمال الزراعية والعلمية والتطبيقية والمعارض والمسابقات القومية, وتوفر صوتا لفئة كبيرة من المزارعين خاصة في الاراضي الجديدة وهي تقترب من مساحة الاراضي التقليدية وسوف تزيد عنها في السنوات المقبلة من التوسع الزراعي المصري, وهو ما يزيد كثافة الاقبال عليها باستمرار.