أكاد أسمع أنين مصر وأكاد أشاهد أحزانها أكاد ألمس آلامها وأري دموعها... وأتساءل هل تستحق منا مصر وشعبها كل هذا القلق؟ وهل تستحق منا هذه الصورة الضبابية التي تخفي خلفها صورة الغد وهل يستحق منا شعب مصر أن نقتل بداخله الفرحة والأمل بعد أن أطل برأسه علينا بقيام الثورة التي فجرها الشباب واحتضنها الشعب وبعد أن كتب الله لها النجاح وبدلا من أن نحمد الله ونشكره ونتجه فورا الي العمل وهو أكبر مساند لحماية الثورة سيطرة نزعة(الأنا) وبدأت المظاهرات الفئوية وغيرها مما أربك المسئولين وأضاع وقت البناء ودخل اقتصاد مصر غرفة الإنعاش وأصيبت السياحة بالشلل مما لا يرضاه أي مصري يحب هذه الأرض. واليوم وقد هدأت الأحوال إلي حد ما... هل يستمع الشباب إلي صوت العقل وهل آن الأوان أن نطالبهم بقسم بالله وبمصر أن يحافظوا علي ثورتهم بالامتناع عن الجدل والمطالب وأن تحتضن تصرفاتهم( الحكمة) و(الصبر)( وعدم الجدل) حتي ينتهي هذا العام بسلام, وعليهم أن يعرفوا كيف نحافظ علي النعمة التي نعيشها وهي المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي يحمي مصر ورئيس الوزراء د.عصام شرف الذي يدير دفة الأمور بصدق وحكمة وموضوعية استعدادا للمرحلة المقبلة وحتي يتمكنوا مع الشعب من إجراء انتخابات نزيهة ودستور يحمي البلاد ومصالح الشعب وأن يتم اختيار رئيس يصلح لرئاسة مصر العملاقة ليعيد إليها هيبتها وأصالتها. هذه المرحلة تتطلب منا جميعا أن تكون مصر هي قبلتنا وأن يقوم80 مليون مواطن بأداء القسم بالله العظيم أن يعملوا من أجل مصر وأن يقتل كل منا( الأنا) التي بداخله وأن نترجم هذا القسم إلي عمل مخلص وصادق وأن نتقي الله في تراب هذا الوطن.. نساء وشيوخا وشبابا وأطفالا.. واحزابا.. بأن نعطي الفرصة بالطاعة لأولي الأمر الذين أوصانا الله بهم وبطاعتهم بعد الطاعة لله ورسوله وكانت هذه إحدي الحكم لرب الكون العظيم لأنه يعلم أن أي ولي أمر لا يستطيع العمل وهو محاط بالجدل والمظاهرات والبلبلة...... ويومها سيحتفل الشباب مع شعب مصر ومن ميدان التحرير بمليونية تجاوز الازمة الاقتصادية وانتعاش السياحة والاستثمار والبورصة...