قام الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الازهر بتأليف كتيب بعنوان( السلفية بين الاصيل والدخيل), يفرق فيه بين السلفية الأصيلة اهل القرون الثلاثة( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) وبين متسلفة ورعاة فرقة الوهابية. التي لها رؤي عقائدية من التوحيد الثلاثي, والخوض في الفاظ موهمة في التشبيه( آيات واحاديث في الذات الالهية) ما كتبه الامام ابن تيميه, والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله, من أمور عقائدية ونسبتها الوهابية السلفية الدخيلة المدعاة علي خلاف المنهج العلمي السليم إلي الرسول صلي الله عليه وسلم, والصحابة رضي الله عنهم, تدليسا وخداعا وزورا. ويوضح الدكتور كريمة في بداية الكتيب( الوهابية) بأنها أقدم الحركات الإسلامية التي ظهرت ابان عقود التخلف في العالم الإسلامي تدعو الي العودة الي العقيدة الاسلامية الي اصولها الصافية وتنقية مفهوم التوحيد مما علق به من أنواع الشرك, وقام بتأسيسها الشيخ محمد بن عبدالوهاب المشرفي1703 ه 1791 م, ومن مبادئها ومعتقداتها: تقليد المذهب الحنبلي, نسبة الآراء الاعتقادية الي ابن حنبل ونسبة ذلك كله إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم والصحابة, إنكار المجاز في النصوص الشرعية, إنكار التوسل والتبرك وبناء القبور والأضرحة, تغيير المنكر بالقوة, ولهم شدة وحدة في الدعوة. ويعرف مسمي السلف الصالح بأنه يطلق علي عصر الرسالة الخاتمة ومن فيه من الرسول صلي الله عليه وسلم, والصحابة, ومن بعدهم التابعين وأتباع التابعين, وهذه الفترة الزاهرة لها سماتها وملامحها الخاصة بها, فهي لم تتمذهب بمذهب عقائدي ولا بمذهب فقهي محدد, وتعد بواكير مراحل التشريع الاسلامي, ولهم التوقير لا التقديس, أما ما بعد عهود السلف الصالح تأتي عهود الخلف ونحن منهم, بمذاهب وآراء منها الصواب والخطأ, ومستجدات ينظمها الحديث النبوي الشريف( أنتم أدري بشئون دنياكم), ولا يجوز للخلف ادعاء وانتحال الانتساب للسلف الصالح تسمية أو ينسب إليهم آراء قيلت بعدهم بقرون في مرحلة الخلف وعهود السلف الصالح( القرون الثلاثة) فيها الأفضلية والخيرية معا, يقول صلي الله عليه وسلم:( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم), وعهود الخلف فيها خيرية, قال تعالي:( والسابقون الأولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم), فلا احتكار لخيرية ولا قداسة ولا احتكار لفهم الدين لعهد دون عهد.