إقامة المعارض وتنظيمها تحولت إلي صناعة عملاقة في ألمانيا, لم تعد المعارض الألمانية مجرد أماكن لعرض السلع أو المنتجات والآلات, وإنما صارت منتديات اقتصادية وملتقيات لرجال الأعمال والخبراء والمتخصصين والعلماء والمبدعين يحددون خلالها مؤشرات ومستقبل الاقتصاد العالمي صناعة وتجارة وخدمات. هذا ما شاهدته في أرض معارض فرانكفورت بألمانيا خلال الفترة من24إلي27مايو الماضي, حيث نظمت هيئة معارض فرانكفورت عدة معارض علي أرض واحدة كلها يجمعها عنوان واحد وهو صناعة المنسوجات تحت اسم تكستايل وتكسبروسيس, وماتريل فيجان, وتشارك فيها1561 شركة عارضة من أكثر من60 دولة في مجالات تكنولوجيا المنسوجات وماكينات وآلات عمليات التصنيع وتم عرض أحدث الابتكارات في هذه المجالات, بالإضافة إلي عمليات التصحيح ومواد وخامات النسيج الجديدة بل حتي تكنولوجيا زراعة المحاصيل المستخدمة في صناعة المنسوجات كالقطن والكتان. هذا التجمع العالمي لكبري شركات ماكينات وآلات صناعة المنسوجات والمخترعين والمبتكرين الشباب يضع صناعة المنسوجات والملابس علي أعتاب مرحلة جديدة تحدد مستقبل هذه الصناعات بل والزراعات المرتبطة بها, هكذا قال السيد ديتلف براون عضو مجلس إدارة هيئة معارض فرانكفورت خلال افتتاح المعرض والذي قدم مقارنة بالأرقام للشركات العارضة في الدورة الحالية والدورة الماضية للمعرض2009 والتي أكد خلالها الزيادة المستمرة في عدد الشركات العارضة وكذلك عدد الدول المشاركة. والشيء الجدير بالاهتمام في معرض تكتستايل أو تكتكستايل بروسيس هو حرص الحكومة الألمانية ممثلة في قراءة الاقتصاد والتكنولوجيا برعاية04 شركة من الشركات الصغيرة في كل أنحاء المانيا والتي تقدم مبتكرات جديدة في قطاع المنسوجات أو الخدمات المرتبطة بها وتوزيع الجوائز علي الشركات المتميزة ليس هذا فقط بل إن الرؤية الألمانية العلمية للمستقبل أضافت لهذا المعرض بعدا جديدا, حيث تم خلاله تنظيم مسابقة بين طلاب الهندسة المعمارية والهندسة المدنية والتصميم وتم توزيع الجوائز علي الفائزين, ولكن الهدف ليس مجرد توزيع الجوائز وأنما هو تشبيك هؤلاء مع الشركات والمعاهد العلمية المتخصصة لرعايتهم وتحويل مبتكراتهم إلي مشروعات وبالتالي خلق جيل جديد من المبتكرين ورجال الأعمال. وكما يقول السيد دتيليف براون فإن الجمع بين كبريات الشركات العارضة في مجال تكنولوجيا المنسوجات وعمليات التصنيعTexprocess والمبتكرات الجديدة في استخدام المواد الداخلة في هذه الصناعة يقدم رؤية متكاملة للسوق العالمية في مجال صناعة وتجارة المنسوجات وما يتعلق بها من قطاعات أخري, حيث تغطي هذه المبتكرات كل تلك القطاعات سواء في عمليات التصنيع وتطوير المنتجات أو صناعة الملابس أو المنسوجات الطبية ومنسوجات الحماية الشخصية والمستخدمة في العمارة الجديدة. ونجحت هيئة معارض فرانكفورت في اضافة قطاع البحث العلمي والابتكار ليكون متواجدا جنبا إلي جنب مع شركات تصنيع الآلات والمعدات. أما عن المشاركة المصرية في هذا المنتدي فكانت دون المستوي مما يؤكد غياب دور وزارة الصناعة وعدم وجود رؤية للمشاركة في مثل هذه المعارض العالمية ولكن كما يقول سامح منسي صاحب احدي شركات المفروشات الصغيرة بالمحلة الكبري والذي شارك في المعرض في مبادرة شخصية منه, فإن صناعة المنسوجات والملابس في مصر التي تضم قطاعا كبيرا من العمال تحتاج إلي رؤية متكاملة لمواجهة التحديات الجديدة والمتمثلة في التطور التكنولوجي الهائل في مجال الماكينات والآلات ويمكننا الاستفادة من ثورة العمالة المصرية علي استيعاب هذه التكنولوجيا من خلال التدريب. وحول اهم التحديات التي تواحه صناعة المنسوجات والقطاعات الواعدة بالنمو المرتبطة بها كما يقدمها المعرض يقول السيد اولاف شميدت نائب رئيس قطاع المنسوجات والتكنولوجيا المتعلقة بها في هيئة معارض فرانكفورت: ان المخترعات والابتكارات من تكنولوجيا والات ومعدات وخامات صناعة المنسوجات تمثل اهم تحديات المستقبل لهذا القطاع خاصة انها تتطور بشكل سريع وهناك زيادة كبيرة في الطلب عليها مما جعلها احد خمسة قطاعات تقود النمو في الصناعة عموما علي مستوي العالم من خلال تقديم الحلول والتطبيقات الجديدة لتلبية الطلب المتزايد عليها خاصة في قطاعات الملابس والمفروشات المنزلية والمنسوحات الطبية والرياضية ومنسوجات الحماية والوقاية; ولهذا يكتسب المعرض اهمية خاصة في دورته الحالية باعتباره يقدم رؤية متكاملة لمستقبل صناعة وتجارة وتكنولوجيا المنسوجات واستخداماتها العصرية. أما أحدث المبتكرات في المعرض فمن أهمها ماكينات الخياطة والتشطيب متعددة الأغراض والموفرة للطاقة والتي تقوم بجميع العمليات دون حاجة لتدخل بشري كذلك في مجال منسوجات الحماية قدمت احدي الشركات ملابس الحماية الشخصية والتي يمكنها أن توقف الماكينات إذا ما لمستها مما يحافظ علي سلامة العمال في المصانع.