عندما وقعت حادثة الأقصر الإرهابية في 17 نوفمبر 1997 بعد مهاجمة ستة رجال مسلحين بأسلحة نارية وسكاكين مجموعة من السياح في معبد حتشبسوت بالدير البحري، وقتلوا 58 سائح في خلال 45 دقيقة. هذا الحادث أسفر عن انهيار السياحة في مصر كلها لفترة طويلة وذلك بسبب خوف السائحين من تكرار هذا الحادث. وقد زرت الأقصر باعتباري أحد أبنائها بعد هذا الحادث بعدة أيام وقد تحولت لمدينة أشباح تكاد تخلو من السياح والذين يمثلون شريان الحياة لهذه المدينة ولكن الذي لفت نظرى هو تكثيف التواجد الأمنى في الشوارع بدرجة كبيرة فلا تمضى دقائق قليلة حتي تجد دورية أمنية تمر أمامك أيضا داخل المعابد والمتاحف بحيث تشعر أنك في أكثر مناطق العالم أمانا بالفعل وخلال فترة قصير بدأت السياحة تعود لهذه المدينة الآمنة. لذلك وحتي نستطيع التغلب علي حالة الانهيار السياحي في مصر يجب: أولا : رجوع حالة الأمن والأمان والتي تعرف بها مصر ولكن الرجوع يكون علي أرض الواقع وليس في وسائل الأعلام وعلي صفحات الجرائد فقط، ايضا لماذا لا يتم عمل زي خاص لشرطة السياحة بحيث لايشعر السائح برهبة أو خوف من التواجد الأمني الكثيف داخل الأماكن الأثرية. ثانيا : حملة دعاية حقيقية وليست علي غرار حملات "نورت مصر" للسياحة، أو حملة "أطمن" للأمن، ولكن حملة دعاية يشارك فيها رموز ومفكري مصر مثل احمد زويل والبرادعي وعمرو موسي وفاروق الباز وعمرو خالد وغيرهم من رموز مصر والذين يحظون بمكانة ومصداقية عالية بين شعوب العالم فبدلا من إقامة مباراة بين فريقين أو إقامة ندوات ولجان ومهرجانات يكون نتيجتها صفر مثل صفر المونديال والتي تعاملنا مع تنظيمه بهذا المنطق العقيم وكانت النتيجة صفر كبير بينما تعاملت معه دولة مثل جنوب افريقيا بالإستعانة بأحد رموزها والذي يحظي بشعبية بين كل دول العالم وهو الزعيم نلسون مانديلا، ايضا قطر تعاملت مع تنظيم كأس العالم بجدية وقام برعايته رئيس الدولة وزوجته الشيخة موزة للفوز بشرف التنظيم لدولة قطر وقد نجحا في تحقيق هذا الهدف. هؤلاء الرموز المصريون هم منتخب مصر الحقيقي والذي يستطيع أن يحقق لمصر الكثير دون النظر أو الانتظار لمكافأة أو عطاء أو من يكون الرئيس المقبل. ثالثا: عمل أفلام دعائية سينمائية للأثار المصرية من الداخل بمعني أننا كلنا شاهد الهرم من الخارج ولا يعرف ما بداخله أيضا المقابر الفرعونية والتي تتعدد في مدينة الأقصر في الوادي البحري ووادي الملكات وغيرها لماذا لا يتم عمل أفلام مشوقة لهذه الآثار وما تحتويه هذه المقابر من الداخل في جو فرعوني مشوق مثلما يتم عمل دعاية لأي فيل سينمائي بعرض أهم الأحداث والمواقف والتي تشد الجمهور للذهاب لرؤية هذا الفيلم. المزيد من مقالات عادل صبري