فشلت جمعة العمل امس حيث لم يخرج إلي ميدان التحرير سوي نحو700 شخص, تلبية للدعوة التي اطلقت منذ يومين علي الفيس بوك. ونشبت خلافات ومشاجرات عندما أعلن احد المشاركين, من أعلي المنصة الموجودة في الميدان, اننا نريد دولة مدنية علمانية, وليس دولة إسلامية. الامر الذي ادي إلي محاولة انزاله بالقوة ومنعه من الحديث. فيما لم يقم المتظاهرون برفع لافتات تعكس الرغبة في عودة العمل, ورفعوا الشعارات المعتادة مثل الدستور اولا ثم الانتخابات, والجيش والشعب يد واحدة, والشعارات المعتادة المطالبة بسرعة محاكمة رءوس الفساد, فضلا عن شعار جديد بعنوان الحد الادني للأجور700 جنيه تمخض الجبل فقرا! ونصب المتظاهرون منصة ثانية في الميدان, طالبوا من خلالها باستمرار الثورة وعدم نسيان دم الشهداء حتي تتحقق جميع المطالب, ورفعوا لافتة كبيرة تدعو لاجتماع فضائل الثورة وانتخاب مجلس قيادة لها, والدعوة لتشكيل هيئة تأسيسية لإعداد دستور الجديد يوم24 يونيو الحالي. وكان ائتلاف شباب الثورة قد اعلن أمس الأول عدم مشاركته في جمعة العمل حيث اكد ان العمل لم ينقطع منذ بداية الثورة حتي يتم الدعوة إلي عودته بمظاهرة. ومن جانبه, هدد الدكتور مظهر شاهين, خطيب مسجد عمر مكرم في خطبته امس, بمحاصرة ما اسماه بالاعلام المضاد للثورة, سلميا وقانونيا. وقال إن من لم يحترم نفسه من المذيعين والكتاب والقنوات الفضائية الذين يهاجمون الثورة ستتم بمواجهتهم بوقفة حاسمة. واتهم من كانوا يحابون الحزب الوطني واذاعة مؤتمراته بالعمالة والذين وجهوا اسهمهم المسمومة في بداية الثورة للشباب بالعمالة والشذوذ. وشن خطيب مسجد عمر مكرم هجوما عنيفا ايضا علي الحوار الوطني بمشاركة عناصر النظام السابق في فعالياته, وقال إن الإسلام يعرف الاقصاء للذين حاربوا الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا. وطالب بوضع معايير صارمة تمنع ظهور زوجة رئيس الجمهورية المقبل, وعدم مشاركة ابنائه في اي سلطة, وناشد الجميع بان يفكروا بعقلهم ولايستمعوا للذين يفزعون الناس من بعض التيارات. ومن ناحيةاخري, تظاهر عدد من اهالي حي الحسين أمس للمطالبة بعودة الشرطة, من أجل حفظ الأمن والقضاء علي البلطجة. والتف المتظاهرون حول عدد من ضباط الشرطة رافعين لافتات اعتذار للشرطة منها الشرطة والشعب ايد واحدة, وارجعي ثاني ياشرطة احنا من غيرك في ورطة. وقد وعد الضباط الاهالي بالعودة الحقيقية للشرطة للتصدي لكل مظاهر البلطجة. وفي القرية الذكية أكد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري في رسالة وجهها إلي المجتمع ضرورة بذل مزيد من الجهد والعمل في هذا التوقيت بالذات من قبل قطاعات عريضة من المجتمع هو اهم تطبيق لمبادئ واهداف ثورة25 يناير ورد جميل لكل من ضحي بروحه فداء لهذا البلد. وفي الاسكندرية قام امس شباب ائتلاف الثورة بالمحافظة شباب بيحب مصر بالمشاركة وتفعيل دعوة جمعة العمل حيث قاموا بالتنسيق مع إدارة شرطة المرور ومديرية الأمن لتدعيم الاقسام والمديرية بأجهزة الحاسب الآلي, من خلال التبرعات التي قاموا بجمعها في إطار شعار الشعب والشرطة يد واحدة. وقال طارق الدسوقي رئيس ائتلاف الاسكندرية ان لقاء المجلس العسكري مع ممثلي شباب الثورة كان له اثر كبير في دعم قوتهم واضاف ان شباب الاسكندرية بدأوا أولي خطوات العمل من خلال حل مشكلات الخريجين الزراعية, وكذلك الاهتمام بمشكلات شباب الصحراء الغربية. بينما شهد مسجد القائد ابراهيم بالاسكندرية امس حالة من الهدوء النسبي, لغياب معظم الائتلافات والحركات الثورية الفعلية عن الميدان والتي دعت لمليونية الحرية امس في حين طالب المتظاهرون الذين لم يزيدوا علي500 متظاهر بسرعة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك, وتشكيل لجنة تأسيسية لوضع الدستور قبل الانتخابات. ومن جانبه أكد الشيخ احمد المحلاوي في خطبته امس رفضه للدولة المدنية, وطالب بالدولة الإسلامية, وقال: لاخوف من الإسلام وتطبيق الشريعة, وركز في خطبته علي الآيات التي تشير إلي انه من لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون.