يخطأ من يتصورأن الأمور اصبحت هادئة داخل الفيفا بعد انسحاب القطري محمد بن همام من انتخابات الرئاسة للسنوات الأربع المقبلة.....فالحرب مازالت قائمة وساخنة للغاية. ورغم انه لم يتبق سوي ساعات علي اجتماع الكونجرس والتصويت في انتخابات الرئاسة ألا أن الحديث هنا لايتوقف عن المعركة الشرسة الدائرة حتي الآن خلف الكواليس....الا ان المتوقع ان الساعات القليلة المقبلة ستشهد مفاجات حيث انه اثناء كتابة هذه الرسالة تمت دعوة بعض الإعلاميين في تكتم شديد للذهاب الي احد الفنادق القريبة من الفيفا لحضور مؤتمر لشخصية لم يفصح عنها ستعلن عن مفاجات....ولم نعلم حتي الآن من وجه لنا هذه الدعوة وماهو الموضوع او حتي من هي تلك الشخصية....ولكن المؤكد انها ليست دعوة رسمية من قبل الفيفا. ولاحديث هنا في زيورخ سوي القضايا الأخلاقية والمنازعات والخلافات التي بدات تطفو هذه الأيام علي السطح واصبحت الاتهامات تلاحق كل فرد......وأكثر الأحاديث تدور بين الأعلاميين الذين يفوق عددهم اكثر من خمسمائة صحفي جاءوا جميعا لتغطية الأحداث. ويتطلع الكثيرون هنا الي افتتاح الكونجرس اليوم حيث يتوقع الكثيرون تأجيل الأنتخابات رغم انه صعب بعض الشيء لأنه يلزم ان يوافق ثلاثة ارباع الجمعية العمومية علي ذلك, وهو امر يبدو صعبا ورغم ذلك فان انتشار هذه المعلومة منذ الأمس وضغوط الأتحاد النجليزي رغم مقاطعتهم وامتناعهم عن التصويت اصبح امرا يقلق بلاتر جدا وجعله عصبيا جدا وظهر ذلك واضحا في مؤتمره بالأمس حيث بدا مكتئبا وعصبيا رغم محاولته الأبتسام احيانا. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي اعقب اجتماع اللجنة التنفيذية حيث عقد برئاسة بلاتر اجتماعا طويلا تناول موضوعات شتي ثم اعقبه مؤتمر صحفي منفرد لبلاتر, ونادرا ما يحضر بلاتر المؤتمر بمفرده فدائما ما يحضر معه السكرتير العام ورئيس اللجنة الأعلامية ويجلسون علي الطاولة ولكن لم يكن هناك سوي منصة صغيرة لبلاتر تحدث منها للصحفيين.....و حاول فيه أن يتجنب بعض الأسئلة او تجاهل التعليق علي بعض الموضوعات الخاصة بمحمد بن همام او اعادة التصويت علي كاس العالم2022 الا انه لم ينجح في الإفلات من الصحفيين وجاوب علي الأسئلة باقتضاب شديد, واعترف بلاتر بان قضايا الفساد الأخيرة التي طالت الفيفا قد أثرت بشكل سلبي علي سمعة وصورة الفيفا ولكنه رغم ذلك انكلر ان الأتحاد الدولي الذي يراسه يمر بازمة واصفا اياها بانها بعض الصعاب التي سيعمل الفيفا علي حلها داخليا وفي نطاق عائلة كرة القدم بدون تدخل اي جهات خارجية. أما عن قرارات المكتب التنفيذي فقد قررت اللجنة رفع عقوبة الإيقاف عن اتحادي البوسنة والهرسك وبروناي دار السلام, وقد اتخذت اللجنة هذين القرارين بعد التحقق من أن الاتحادين الوطنيين قاما بتلبية الشروط التي وضعتها لجنة الطوارئ, أقرا نظاما اساسيا يتوافق مع لوائح الفيفا. وفيما يتعلق بإندونيسيا, قررت اللجنة التنفيذية أن تمنح فرصة أخيرة لاتحاد إندونيسيا لكرة القدم عبر تمديد المهلة النهائية للجنة التسوية إلي30 يونيو من أجل تنظيم انتخابات طبقا للتشريعات ذات الصلة وقرارات الفيفا السابقة, كما أكدت اللجنة التنفيذية أن بطولة كأس العالم للأندية لعام2011 ستعقد في اليابان كما كان مخططا لها. ومن ناحية اخري اصدر السكرتير العام للفيفا جيروم فالك بيانا ردا علي الأتهامات التي وجهت له من خلال تصريحات كل من محمد بن همام وجاك وارنر عضو المكتب التنفيذي اثناء التحقيق معهما حيث قال في بيانه الذي اصدره علي موقع الفيفا في هذه الأوقات المليئة بالتحدي التي يمر بها الفيفا, مازلت علي نفس القدر العالي من الالتزام والتفاني في عملي داخل الإتحاد الدولي لكرة القدم, وهذا يقتضي البحث عن السبل الكفيلة بتحسين الإدارة داخل الفيفا ومد المؤسسة بالأدوات والإجراءات التي من شأنها أن تساعدها علي مواجهة التحديات المستقبلية.