لايمكن اغفال الكثير من اضواء الامل في السرداب البعيد الذي نعيش فيه جميعا.. علي هذا النحو حدثت نفسي وانا أعاين العديد من هذه الاضواء . التي تبعث بين العديد من صحفنا ومؤتمراتنا وكتاباتنا ومنتدياتنا ومبادراتنا الثقافية. خاصة في اكثر من مكان وزمان في بدايات الالفية الثالثة.. يمكننا في هذا الظلام البعيد ان نلحظ العديد من هذه الاقلام والكتابات: د. عبد المنعم سعيد'حرب أو لاحرب في ايران' ود.يحيي الجمل'مرحلة جديدة نرجو ان تبدأ' وفي نفس الاطار د.محمد ابوالغار'الدولة الهلامية' وحسن نافعه عن المرحلة الجديدة ووحيد عبدالمجيد وفضلا عن اجتهادات الكثير من المؤسسات والجامعات ربما كان اخرها واهمها هذا التقرير الذي نشير اليه هنا_ التقرير العربي الثاني للتنمية الثقافية' الذي يصدر عن مؤسسة الفكر العربي ويحمل الكثير من الرؤي التي تحاول ان تؤسس-وهومايهمنا الآن-منهجية عمل ثقافي لنحو عشرين دولة عربية.. بين أيدينا مثل هذا التقرير المهم_ اذن; كمثال_ في هذه المرحلة التي يجب ان ننطلق منها الي الامام.. يأتي هذا التقرير ليؤكد عبر مقدماته فضلا عن التساؤلات التي يطرحها والمنهجية التي يعتمد عليها والمحتوي الذي يتضمنه علي أهمية هذا العمل, متخذا من الاطار الثقافي الشامل الاطار العام الذي يعمل له وفيه علي اعتبار ان الثقافة بمفرداتها هنا داخل العمل وخارجه_ عبر خمسة ملفات_ لوضع قضية التنمية الثقافية موضعها الصحيح والمطلوب في مجمل حركة التنمية البشرية في المنطقة التي نعيش فيها الآن, هذه المنطقة التي تتعرض لعديد من المؤامرات التي يمكن الاشارة اليها في هذه' الفوضي الخلاقة' بتعبير الامبريالية الغربية أو بدقة اكثر' الفوضي غير الخلاقة' التي تحاول الخروج بالمنطقة من الوحدة التي يؤكدها التاريخ والجغرافيا عبر هذه الفسيفساء او اضواء الموزاييك التي تنتشر في المنطقة اليوم تحت اعتبارات غريبة تتخذ في التعبير عن نفسها انشقاقات قطرية بين المصري والسوداني واليمني والسعودي والمغربي أو تحمل دلالات نستعيد معها صور الصراعات االشيعة والسنة والاقباط والامازيغ والحوثيين.. إلخ حين نعيد تأمل المعارك بين الشمريين والنعيميين والقحطانيين والعدنانيين والعنزيين والطائيين والقيسيين.. الي غير ذلك حين ننشغل عن القرارات المهمة بقضايا وهمية نغرق فيها_ بانفسنا_ بدلا من ان نحاول ان نستعيد منها الدرس البدهي من ان التغيير لابد وان يأتي من الداخل, الداخل حيث نبذ الخلاف والقبض بيد من حديد علي شرط البقاء: التغيير, والتغيير الايجابي الذي لابد ان ننطلق فيه من هذا الحاضر.. والحاضر بين ايدينا الآن: الواقع والدافع الي تغييره..