صديقي أحمد بهجت في العامين الماضيين تعثرت صحة الصديق والزميل العزيز الحبيب أحمد بهجت أول صديق عرفته في القاهرة في السنة الثالثة في مدرسة التوفيقية الثانوية التي انتقلت إليه من دمياط عام.48 ومنذ يومين قرأت خروجه من أزمة صحية أرجو أن تكون طارئة. كنت قد تعودت أن ألقاه مرة كل شهر طوال العام الماضي وفي كل مرة أحس أنني أريد أن أحتضنه وأخطفه بعيدا للتحدث ونتخانق كما كنا نفعل منذ إلتقينا حتي لو عرضني للغرق كما فعل معي مرة عندما استأجرنا قاربا في عرض النيل ناحية روض الفرج أعرض جزءا في نيل القاهرة, وقد استهوتني المياه فنزلت من القارب أعوم بجواره وإذا بأحمد يجدف بالقارب بعيدا وأنا أصرخ ألا يفعل وقد أوشكت علي الغرق فعلا لولا أن قلبه حن وعاد ليلتقطني بعد أن قال لي أنه أراد أن يعلمني كيف أواجه الشدائد عمليا! لا أعرف كيف تحولت علاقتنا إلي صداقة وزيارات لبيته وبيتي والسينما ومكتبة المدرسة وقد وجدنا أنفسنا في طريق جمعة الأدب والقصص مع اختلاف المزاج.. هو الذي كان يسهر الليالي يفكر في بنت الجيران عاشق لروايات يوسف السباعي الرومانسية. وأنا الخائف من بنات القاهرة القادم من دمياط متيم بقصص إبراهيم الورداني المثيرة والواقعية. ومن المدرسة ضمتنا كلية حقوق عين شمس, لكنه بعد سنة فارقني إلي حقوق القاهرة لتباعدنا الأيام وأذهب إلي أخبار اليوم وأبدأ مشواري الصحفي في مجلة آخر ساعة بقيادة الأستاذ هيكل بينما يذهب هو إلي مجلة صباح الخير بقيادة الأستاذ أحمد بهاء الدين. لكن الأيام تحنو علينا وتجمعنا في أخبار اليوم وبعد ذلك في الأهرام. ويمضي كل في طريق. يتفجر أحمد بهجت الفنان المتصوف الذي كان يذهب بجلبابين ليمضي شهر رمضان في الحرم ويعود مشحونا بشحنة الايمان التي جعلته يكتب رائعته قصص الأنبياء. ويتفرد بهجت بلوحاته التي يرسمها بفرشاة مشاعره ودنياه الفريدة التي صنعها لنفسه. ويتباعد اللقاء. ولكن تبقي خفقات القلب وحنين الماضي وذكرياته كلما جمعنا لقاء أرجو ألا ينقطع. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر