لقد كان ردكم علي رسالة بريد الجمعة الأسبوع الماضي الهروب إلي المجهول مبهرا وشافيا... ويبقي همس القراء أملا في المزيد من الإفادة والتأمل... إننا امام إحدي الظواهر السلوكية الارتدادية إلي خارج حدود العقلانية والمنطق المحمود.. فصاحبة الرسالة عالجت العيوب الخلقية بفتح الخاء التي هي مشيئة الله لعدم الإنجاب عند الزوج.. عالجتها بمعصية الله وخيانة زوجها حلالها.. ذلك الزوج.. وعلي حد قولها: كان يحبني ويتمني أن يرضيني بشتي الطرق.. وعلي ذلك تقول كنا نكن لبعضنا الحب والأحترام والمودة.. لكنها لم تر ذلك كافيا.. فكانت تحس بنقصان أمور عديدة.. وذات طابع دنيوي مادي.. كعدم قدرة الزوج علي الإنجاب... وعدم طموحاته ذات الابعاد الحياتية.. فمالت إلي تغليب الماديات والمظهريات من متاع الحياة الدنيا.. وعلي حساب قيم الحب والاحترام والمودة.. والأمانة أيضا.. هكذا قفزت علي حكاية الإنجاب الذي هو من أمر الله وبديع حكمته.. لتستكمل رحلتها مع الماديات بعلاقة آثمة مع رئيسها في العمل متجاهلة القيمة المعنوية والأخلاقية لرباط الزواج المقدس.. وبلا غضاضة من كون رئيسها متزوجا وله أولاد.. ثم تمادت بتكرار اللقاءات والتجاوزات, ولدرجة أن ذابت عشقا فيه علي حد قولها.. ثم أصبحت مستعدة للطلاق حتي تكون معه زوجة ثانية ولو سرا...!! إذن انتصر جسدها علي عقلها... والعشق المفتري علي الحب الحلال... وبقيت رغبة الإنجاب علي الهامش لدرجة إستعدادها للتغاضي عن أن يكون لها أطفال من أي من كان.. كقولها.. ذلك رغم إعترافها بأن تصرفاتها تلك عقاب من الله... ولذلك كنت أقيم الليل وأدعو في الفجر لكي يرفع الله غضبه ومقته عني..!! هكذا قالت.. وبما يعني وعيها بسوء تصرفاتها.. لكنها إستمرت في اللعبة رغم تعنت وقسوة معشوقها الوغد اللعوب.. والذي شخص الحالة بقوله نزوة...!! في ردك القوي الصريح نصحتها ب ترك وإنهاء تلك العلاقة فورا لأن ذلك المعشوق المفترض لن يتزوجها لأنه لا يحترمها, ولا يثق فيها بعدما فرطت في نفسها, وهانت علي نفسها.. وكأني بك تخاطب العديد من مثيلات صاحبة الرسالة.. نساء وفتيات ألا يندفعن أو يتنازلن عما لا يجوز التضحية به... وألا ينخدعن بالكلام المنمق... ثم يعدن بعد فوات الأوان باكيات لاطمات.. بل يجب عدم زوال الكلفة وحدود الاحترام المتبادل في العلاقات بين زملاء الدراسة والعمل من الجنسين... خاصة والإختلاط الحميد يوشك أن يكون سلوكا عاديا..! * إن الغاية مهما بدت ملحة.. لا يجب أبدا أن تبرر الوسيلة أيا كان شكلها وخطورتها.. فالضعف البشري حقيقة علمية.. وكما أقرت زوجة عزيز مصر في معرض إعترافها عن موقفها من سيدنا يوسف عليه السلام ومما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء.. دكتورة: هدي محمد