يا كل من ينتمي إلي ثورة25 يناير ليس عليك الهدم وانما عليك البناء.. نفاجأ من آن لآخر بطلب التخلص من مؤسسة أو منظمة قومية بإعتبارها عبئا; أقول هذا بمناسبة تصريحاته التي صدرت مؤخرا حول جامعة الدول العربية;بالحرف( أكد أمين عام المجلس الأعلي للثقافة, علي أن جامعة الدول العربية, ميتة, وعبء علي مصر, وليس لها أي دور, سوي إضفاء الشرعية علي بعض الأنظمة. وأضاف: أنا مشفق علي السفير د. نبيل العربي, من تولي منصب أمين عام هذه الجامعة, وللأسف الشيفونية في المجتمع هي التي تسببت في أن تتولي مصر مسئولية أمانة جامعة الدول العربية...). ولابد أن نعي أن ثورة25 يناير تفرض علينا مسئوليات جسام ومن أهمها عدم الإنزلاق أو الوقوع في أخطاء النظام السابق ومنها التخلص من المسئوليات بعيدة المدي بإعتبارها أعباء, وعلي سبيل المثال حين إعتقد خطأ أن أفريقيا عبء علينا وترك ساحتها التي استغلها الآخرون وها نحن نحاول استعادة دورنا وعلاقاتنا, وكان يجب عليه أن يكون أكثر إدراكا ووعيا بأهمية المسئوليات القومية, وأرجو أن تكون حقيقة قول الرجل غير ذلك.. فهل مثل هذه التصريحات تفتح أبواب مصر ومؤسساتها الثقافية أمام الأشقاء العرب, أو تمهد الطريق أمامنا كمثقفين أو باحثين.. إلخ للتواصل معهم, ألا يعلم أن مثل هذه التصريحات تجئ أشبه بالدش البارد في أعقاب دفء الإجماع العربي علي إختيار د. نبيل العربي أمينا عاما للجامعة حتي يحفظوا لمصر الثورة مكانتها, وهي رسالة واجبة التقدير; تزيد من عمق الأخوة العربية; وحتي لا يتهمني أحد بالحنجورية أو رفع شعارات, فإنه من بديهيات استراتيجيات القوة أن تكون قويا محليا وفي محيط الجوار المباشر, ثم في الإطار الإقليمي; وكل هذا سيمثل ركائز مهمة للإنطلاق الدولي, فليس الحل أن ننفض يدنا, ولكن الضرورات الإستراتيجية والغيرة القومية والتطور الثوري الذي حدث في مصر يفرض علي المسئولين التفاعل معه, فيجب أن نقيم تواصلا لا أن نحدث هدما وقطيعة, ألا يوجد ثمة إدراك لأهمية الدور الثقافي المصري في الدول العربية وضرورة تواصل الحاضر مع الماضي, الذي أرساه المدرسون والأساتذة المصريون في تلك الدول حتي قبل الإستقلال, وكانت الحكومة في كل من العهد الملكي وثورة يوليو تعتبر ذلك دورا قوميا, ألا يوجد ثمة إدراك لأهمية الحفاظ علي هوية الأجيال القادمة في مواجهة التغريب, ألا يتم التفكير في كيفية دعم وتطوير علاقات المؤسسات العربية وبعضها البعض, والإستفادة بإمكانيات جامعة الدول العربية في هذا المجال, وكيفية تطوير مختلف الجوانب حتي تصبح تفاعلية بين الثقافة العربية والثقافات الأجنبية, هل هو التطور القومي المنشود أن نهيل التراب علي هويتنا, ألا يعلم المسئول أنه توجد أمانة ثقافية في جامعة الدول ومسئولين لديهم الإستعداد للتعاون, وتقديم يد العون والمساعدة لتيسير وتشجيع العمل العربي المشترك, ألا يعلم أن الثقافة كانت ومازالت هي الأصل رغم أنف الظروف السياسة وإختلاف الأنظمة, وأن الرصيد المصري الحقيقي في هذا المجال, مثلما جاء الرصيد العربي إلي مصر منذ دخلتها اللغة العربية في فجر الإسلام.