العفو عن مبارك! يتوقع البعض ان يصدر الرئيس السابق حسني مبارك' شريطه' الثاني قريبا يطلب فيه العفو عنه وعن اسرته.. وان الخطاب سوف يحمل اعتذارا عن' ما قد يكون' بدر منه من اساءة للشعب ويتضمن ايضا تنازل مبارك واسرته عن ممتلكاتهم واموالهم التي لم يقولوا ابدا حجمها ولا اين توجد والتي هي بالاساس اموال الشعب. وقد أثار تسريب تلك الأنباء مشاعر غضب واسعة لدي غالبية المصريين الذين يشعرون بانه يتم تفريغ ثورة25 يناير من محتواها بل وإجهاضها, وجاء تعليق احد قراء موقع الأهرام علي الانترنت كالتالي'' من الان سوف اسرق وانهب كل ما تطوله يدي حتي لو كانت مليارات.. واقتل واسجن كما يحلو لي وبعد30 عاما اذا حاول احد محاكمتي سوف اطلب العفو لكبر سني وأتحجج بانني كانت افعل ذلك من اجل مصر!'كما ان مثل هذا العفو سوف يدفع ليس فقط كل اللصوص والحرامية الي طلب العفو بل سيدفع الرئيس القادم وكل من يتولي المسئولية ان يفعل ما يشاء من سرقة ونهب وبلطجة وعند المحاسبة يطلب العفو والسماح! ويقول بعض العالمين بخبايا الامور انه يتم تسريب تلك الأنباء بهدف جس نبض الشعب المصري بشأن مثل هذا الاحتمال وقد حسم الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء مثل هذا الاحتمال من قبل حين صرح في24 ابريل الماضي بان حكومته لن تمنح مبارك عفوا اذا ثبت أدانته في التهم الموجهة اليه. وعندما ثار الجدل من جديد قال الدكتور يحيي الجمل في مقابلة مع قناة الحياة امس انه' من المستحيل ان يعفو الشعب المصري عن مبارك او اسرته لان مافعلوه في مصر شئ اكثر من مهين وهو لايستحق لا رضا الشعب ولا عفوه'. وما قاله الجمل يعبر عما يشعر به اغلب المصريين.. بل ويضيفون.. من الذي سوف يعوض اسر الف شهيد ومثلهم مفقود.. ومن يعيد البصر الي اكثر من1400 شاب تلقوا رصاصات في العين وفقدوا احد العينين او كلاهما. هل استعادة مليارات مبارك سوف تعيد ال30 عاما الماضية من الذل والاهانة والفقر والنهب والخراب الذي عاني منه المصريون وادي الي تخلف البلاد بدلا من تقدمها؟ ثم كيف يمكن العفو عن شخص ايا كان منصبه قبل محاكمته وادانته في الجرائم المنسبة اليه او كما يقول المستشار رفعت السيد رئيس محكمة جنايات القاهرة السابق' ان العفو لايكون الا عن جريمة ثبت ارتكابها وتمت الادانة بسببها وحتي اذا اعاد مبارك واسرته كل الاموال المنهوبة المعلومة والمجهولة فهو المسئول الاول عن قتل المتظاهرين وعن فضيحة تصدير الغاز الي اسرائيل وعن ضحايا العبارة وعن الاف المفقودين خلال عهده وعن... وعن.. المزيد من أعمدة منصور أبو العزم