تكشف الدول المتحضرة, بعد فترات زمنية محددة, عن وثائقها الرسمية السرية, انطلاقا من أن الشعوب من حقها الاطلاع علي تلك الوثائق, ومعرفة الأسرار, وما سببته من انتصارات أو هزائم. وعلي العكس من ذلك ورغم مرور36 عاما علي نكبة العرب في فلسطين, لم تكشف أي دولة عربية عن وثائقها الرسمية السرية الخاصة بمشاركتها في حرب8491 وأسرارها. ومع حلول الذكري ال36 للنكبة أول أمس, يثور سؤال قديم نطرحه من جديد هو: ما هي أسباب نكبة العرب وهزيمتهم في فلسطين وهل هي لا تزال مستمرة؟ الجواب جاء علي لسان ديفيد بن جوريون قائد الحركة الصهيونية الفعلي في فلسطين في خطابه لضباط الهاجاناه بقوله: ما تحقق لنا من نصر سببه أن اعداءنا يعيشون في حالة مزرية من الاختلاف والفساد!.. أما العرب فيرون ان النكبة كانت نتيجة مؤامرة خارجية, من قوي أجنبية, ناهيك عن التهم التي تبادلها القادة العرب حينذاك والتي يندي لها الجبين كالخيانة والعمالة. ولا تزال ذكري النكبة وأسبابها مستمرة, حيث بقيت القضية الفلسطينية جوهر الصراع في المنطقة وقدمت شعوبها ثمنا باهظا في اربع حروب دامية ولم تفلح في تصحيح هذا الخطأ التاريخي, فكانت تلك النكبة ولا تزال بالنسبة للعرب كارثة تعكس العجز العربي. واذا كان الفلسطينيون يحيون هذه الأيام الذكري ال36 للنكبة, بعد توقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس برعاية مصر بعد ثورة52 يناير التي اعترف القادة الفلسطينيون جميعهم بأن تلك الثورة هي سر المصالحة الفلسطينية, فإن المطلوب من القادة الفلسطينيون سرعة تنفيذ هذا الاتفاق وأن يتمثلوا موقف الحكيم العربي عندما جمع أبناءه وأعطي كلا منهم عودا وحزمة, وطلب منه ان يكسر العود أولا ثم الحزمة ثانيا, ففعل الأولي ولم يقدر علي كسر الحزمة, فقال لهم: انكم كذلك في تفرقكم ضعف قابل للهزيمة وفي تجمعكم قوة يصعب التغلب عليها. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين