الاهرام 28/4/2009 تكشف الدول المتحضرة بعد فترات زمنية محددة عن وثائقها الرسمية السرية وماتتضمنها من أسرار, انطلاقا من أن الشعوب من حقها الاطلاع علي تلك الوثائق ومعرفة الأسرار وماسببته من انتصارات أو هزائم. وعلي عكس ذلك, لم تفرج أي دولة عربية عن وثائقها الرسمية السرية الخاصة بمشاركتها في حرب1948, والتي تكشف عن أسرار حدوث نكبة العرب في فلسطين بالرغم من مرور61 عاما علي تلك النكبة التي تحل علينا ذكراها في منتصف الشهر المقبل, وماأحدثته من تغييرات في أنظمة الحكم والحكام والصراع في المنطقة. ومع حلول هذه الذكري يثور سؤال قديم نطرحه من جديد هو: ماهي أسباب نكبة العرب وهل هي مازالت مستمرة؟ الجواب جاء علي لسان ديفيد بن جوريون قائد الحركة الصهيونية الفعلي في فلسطين الذي القاه علي مسامع ضباط الهاجاناه عندما قال: ماتحقق لنا كان أكثر مما توقعناه.. ولكن إذا كنتم تعتقدون أن النصر تحقق بفضل قوتكم وعبقريتكم فإنكم علي خطأ كبير.. لقد تم لنا ذلك لأن أعداءنا يعيشون في حالة مزرية من الضعف والتفكك والاختلاف مع بعضهم بعضا. أما العرب فيرون كالعادة أن النكبة كانت نتيجة مؤامرة خارجية تواطأت من أجلها قوي أجنبية, ناهيك عن التهم التي تبادلها القادة العرب حينذاك والتي يندي لها الجبين كالخيانة والتآمر والعمالة, ليتهربوا من مسئولياتهم عن النكبة ويغفلوا عوامل الضعف التي تعانيها مجتمعاتهم وجهلهم بموازين القوي وقبل ذلك كله انعدام الثقة فيما بينهم, فقامت اسرائيل وأصبح قادتها لايفرطون فيما اكتسبوه بالباطل, عملا بالمقولة الاسرائيلية: ماأملكه هو ملك لي وحدي.. أما ماتملكونه أنتم فهو ملك لنا جميعا! ولاتزال ذكري النكبة وأسبابها مستمرة, وظلت القضية الفلسطينية جوهر الصراع في المنطقة التي دفعت شعوبها ثمنا باهظا في أربع حروب, ولم تفلح في تصحيح هذا الخطأ التاريخي, وبقيت كارثة تعكس عجز العرب عن التصدي لنتائجها ولاتزال الخلافات قائمة بين القادة العرب ولم يوحدوا صفوفهم. فهل يمتثل القادة العرب وكذلك القادة الفلسطينيون المشاركون في الجولة الرابعة للحوار الفلسطيني حاليا بالقاهرة بمناسبة حلول ذكري النكبة بموقف الحكيم العربي الذي جمع أبناءه, وأعطي كلا منهم عودا وحزمه وطلب من كل منهم أن يكسر العود أولا ثم الحزمة ثانيا, ففعل الأولي ولم يقدر علي كسر الحزمة فقال لهم: انكم كذلك..في تجمعكم قوة يصعب التغلب عليها.. وفي تفرقكم ضعف قابل للهزيمة؟ نحن في الانتظار