إسرائيل.. وثورات العرب تعيش إسرائيل حالة من الإرتباك الشديد بسبب الثورات التي تجتاح المنطقة العربية, فهي تارة تبدي مخاوفها من النتائج التي يمكن أن تسفر عنها هذه الثورات بعد أن اعتادت علي كيفية التعامل مع أنظمة ضعيفة ومتهالكة, وتارة أخري تطمئن نفسها بأنها أقوي الآن من أي وقت مضي- علي حد قول الرئيس شيمون بيريز- أو أنها لا تزال جزيرة معزولة من الحرية والديمقراطية والتقدم في مجال كبير مظلم- علي حد تعبير رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو!! ولكن الشيء الذي أظن أن إسرائيل ربما تكون نادمة الآن وبشدة عليه هو الأعوام العديدة التي مرت وهي تماطل وتراوغ في عقد صفقة سلام مناسبة وملائمة.. طبقا لشروطها وظروفها.. تحقق من خلالها أقصي مكاسب ممكنة, وتبتعد عن أية خسائر محتملة في ظل أنظمة رخوة كانت تبحث عن أية بدائل تحفظ بها ماء وجهها أمام شعوبها!! أما الآن فالأنظمة العربية ومعها إسرائيل أمام ثورات شعوب.. ترفض الظلم والاستكانة والهوان, وتتوق إلي نسائم العدالة والحرية والمساواة.. شعوب أحدثت زلزالا خطيرا لم ينته بعد.. اقتلعت به حصون الظلم والقهر والطغيان.. شعوب أصبحت تثق في أنفسها.. وتثق في أنها كما كانت قادرة علي اقتلاع شعارات الكذب والتزييف والتسويف في بلدانها.. فإنها ستكون قادرة أيضا علي فرض إرادتها علي المجتمع الدولي.. وعلي إنهاء زيف جهود عملية السلام الوهمية والاجتماعات الزائفة والاحتفالات الكاذبة التي كانت تقوم بها الولاياتالمتحدةالأمريكية والرباعية الدولية.. واستبدالها ببرامج واقعية وخطوات عملية لسلام عادل ودائم وشامل.. يسود الشرق الأوسط ويعم المنطقة العربية.. وهذا بلا شك آخر ما يتمناه القادة المتطرفون في دولة إسرائيل العنصرية!! [email protected]