أكد جراح القلب العالمي الدكتور مجدي يعقوب أن المرحلة التي تشهدها مصر الآن يجب أن يتم خلالها وضع مزيد من الاهتمام بالعلم, وأننا في حاجة لاجتهاد شباب العلماء في مصر. كي يثروا الحياة البحثية بكل ما يشغل العالم من علوم المستقبل مثل النانوتكنولوجي والبيوتكنولوجي وأبحاث الخلايا الجذعية, وإذا أردنا أن يكون لنا شأن بين الأمم, فلا بد أن يكون العلم والبحث العلمي علي قائمة أولويات الدولة المصرية, وإلا فقدنا ما حققناه من ثورة وعدنا الي ما كنا عليه. وأوضح الدكتور يعقوب خلال كلمته التي ألقاها في الجامعة الأمريكية في افتتاح مهرجان القاهرة الثاني للعلوم, والذي تستمر فعالياته طوال الشهر إن البحث العلمي يمنح الشعوب الكرامة ويسهم في نشر ثقافة التعاون والتكامل والمساواة بين العلماء, كما أنه يسهم في تحسين نوعية الحياة للمواطنين وفي زيادة الرفاهية وبالتالي يرفع من مستوي رضا وسعادة الشعوب. وأضاف أنه في مجال أبحاث أمراض وجراحات القلب, هناك الكثير من العلوم المستقبلية التي يجب أن نعمل علي بحثها في مصر كباقي دول العالم مثل مشروع الجينوم البشري, والذي نحتفل هذا العام بمرور10 سنوات علي بدايته, ورغم ما تحقق من هذا المشروع الضخم الذي يغير كل يوم من معرفتنا لسبب وأصل الأمراض, إلا أن ما توصلنا إليه هو جزء ضئيل جدا من عالم مازال مجهولا بالنسبة لنا كعلماء. وأكد أن المرحلة الحالية في أبحاث أمراض القلب تعتمد بدرجة كبيرة علي تعاون وتكامل الخبرات العلمية المختلفة, فمثلا هناك أبحاث نجريها حاليا لتحويل الخلايا الجذعية الي خلايا قلب, وحتي يتم ذلك نتعاون مع علماء في أبحاث الخلية حتي نرصد مراحل تكامل وتحور الخلايا كي تشكل الأجزاء المختلفة من القلب, كما تعاونا مع علماء في مجال الهندسة لمعرفة ديناميكية حركة الدم في القلب. وأوضح الدكتور يعقوب أن العالم يتجه الي مايعرف بشخصنة العلاج, حيث سيتم وضع برنامج علاجي لكل مريض, وهو من الأمور التي تحتاج الي تكامل تخصصات طبية مختلفة لانتقاء العلاج الأمثل لكل مريض, كما أن هناك حاليا صحوة عالمية للاهتمام بكل الأمراض التي كانت تتجاهلها شركات الدواء والدول المتقدمة, حيث تنتشر بعض الأمراض الوبائية في كل من إفريقيا وأمريكا اللاتينية, ونظرا للحركة والهجرات المستمرة لدول الشمال وجدنا أن كثيرا من هذه الأمراض الوبائية أصبحت مستوطنه في دول الشمال, مما يدعو الي ضرورة توجيه مزيد من الأبحاث للأمراض المجهولة. واختتم الدكتور مجدي يعقوب حديثه قائلا: من الصعب أن نتقبل كعلماء أن تكون فرص ونوعية الحياة غير متكافئة بين دول الشمال والجنوب, وإننا كفراعنة اعتقدنا لآلاف السنوات أن العلم هو البحث عن الحقيقة والبحث عن الجمال, ومادمنا نسعي إلي نهضة مصر الجديدة فيجب أن يكون العلم هو غايتنا وهدفنا.