لن يستطيع أحد تعويض الخسارة الفادحة التي تعرضت لها الأعمال الفنية النادرة وعظيمة القيمة التي تعرضت للسرقة والاحتراق علي يد بلطجية الذين أحرقوا ونهبوا مبني محافظة الإسكندرية في يوم جمعة الغضب مستغلين خروج شعب الإسكندرية في مسيرة مليونية تدعو لإسقاط النظام الفاسد. فهؤلاء الذين نهبوا وسرقوا وأحرقوا هم من أعداء الشعب فما فعلوه كان مدبرا للقضاء علي تراث فني وحضاري عظيم ربما لا يعلم هؤلاء البلطجية قيمته الحقيقية لأنهم أرادوا فقط استغلال الفرصة لتحقيق مكاسب مادية غير مشروعه كما سرقوا المحلات التجارية وماكينات الصرف الآلي والبيوت وأتلفوها وبثوا الرعب والهلع في قلوب المواطنين وروعوا الآمنين. وقبل أن نستعرض بعض أعمال رواد الفن التي تعرضت للسرقة والحريق نتساءل عن جدوي وجود مثل هذه الأعمال الفنية النادرة بهذا الحجم والعدد الذي يكفي لإنشاء أكثر من متحف في مقر المحافظة؟! علما بأن مبني المحافظة التاريخي ذاته يصلح كمتحف ليس فقط للطابع الأثري له ولكن لأنه كان شاهدا وحاضنا لكثير من أحداث ثورة23 يوليو1952 واجتماعات مجلس قيادة الثورة وميلاد العديد من أخطر قراراتها المصيرية التي غيرت وجه الحياة في مصر. ولعل من أهم الأعمال الفنية التي تعرضت للسرقة لوحة علي الكورنيش للفنان أدهم وانلي, ولوحة شاطئ ستانلي للفنانة مارجريت نخلة, ولوحة حواء للفنان محمد فؤاد تاج, ولوحة تجريد للفنان محمود حلمي.. وغيرها من اللوحات للفنانين كامل مصطفي وعصمت داوستاشي وفاروق شحاتة وعبد السلام عيد ومحمد شحاتة وسعد الخادم وعفت ناجي والفنان الرائد محمد سعيد بجانب تماثيل للفنان العالمي النحات محمود موسي. ومن اللوحات التي تعرضت للاحتراق لوحة موسم الحصاد للفنان حسين بيكار, والحصاد للفنان حامد عويس, واللوحة الجدارية الملحمية مدرسة الإسكندرية للفنان الرائد الكبير محمد ناجي.. بجانب أعمال تراثية كثيرة قيمتها عظيمة.