وكأن ثورة 25 يناير لم تقم.. أو هكذا بات علي المصريين في الخارج ألا يجدوا من يعبأ بأمرهم أو يهتم بهمومهم أو حتي يمد لهم يد العون في أحلك الظروف التي قد يتعرضون لها دون إرادتهم. ربما هذا ما قد يشعر به المرء فور سماعه قصة هذا الرجل الذي كان يوما بطلا دوليا للمصارعة إذ تعرض لحادث مؤلم في السعودية, ففقد الذاكرة وبدلا من أن تهرع سفارة مصر لنجدته تجاهلته وكأننا مازلنا نعيش أيام العصر البائد والذي لم يكن فيه للمصريين كرامة أو اعتبار. قصته ترويها ابنته فاتن التي لا تحلم إلا بعودة والدها أحمد عبدالفتاح خليل الي أحضانهم هي ووالدتها المسنة التي لا تعمل وشقيقاتها اللاتي كان حظهن العاثر أن يولدن بإعاقة الصم والبكم. تقول: والذي سافر إلي السعودية منذ سنوات وكان يعمل( مهندس حر) ومنذ شهر رمضان الماضي اخبرنا فاعل خير بأن والدي أصيب في حادث وأصبح قعيدا لم يتحرك وفي غيبوبة دائمة وكنا نحاول الاتصال به علي تليفونه المحمول رقم00966540089380 دون جدوي وعلمنا أنه محجوز بمستشفي الملك فهد بجدة وبالطبع لم يرسل لنا أي نقود وحمدنا ربنا أنه يعالج بالمستشفي علي نفقة السعودية لأنه لا يوجد لدينا المال الذي يمكن أن نصرفه علي علاجه ومنذ يومين فقط اتصل بنا فاعل خير واخبرنا بأن والدي يجلس علي كرسي متحرك أمام باب الطوارئ بمستشفي الملك فهد بجدة ويخبرنا بضرورة التصرف لأنه في حالة خطرة وغائب عن الوعي ولا يجد من يساعده وتبرأت منه سفارة مصر بالسعودية وتحججت بأن المستشفي لم يخاطبها بشأن المدعو أحمد! انتهت الابنة التي تحجرت الدموع في عينيها من حديثها ورحلت عن الأهرام. فهل يجد عم أحمد والذي كان يوما بطلا من أبطال المصارعة الحرة ورفع اسم مصر والعرب عاليا خفاقا من يمد له يد العون والمساعدة ليعيده إلي أحضان أسرته التي بالتأكيد ستكون أكثر دفئا عليه بالتأكيد.