غداة أعمال عنف دامية أسفرت عن مقتل56 مدنيا في أنحاء المدن السورية, لقي4 مدنيين مصرعهم بينهم ابن إمام المسجد العمري و أم وابنتاها في قصف أستخدمت فيها السلطات السورية الأسلحة الآلية و قذائف الدبابات في مدينة درعا الجنوبية, في وقت أكدت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الهدف من العقوبات الأمريكية التي تم فرضها أمس الأول هو إبلاغ الحكومة السورية بأن سلوكها وأفعالها ستخضع للمحاسبة. وشددت كلينتون في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها الياباني تاكياكي ماتسوموتو علي ضرورة وقف أعمال العنف فورا في سوريا. و دعت وزيرة الخارجية الأمريكيةدمشق اليضرورة وأن يتوجب البدء بخطوات من أجل الاستجابة للتطلعات المشروعة لشعبها واحترام حقوقه. وقالت إن واشنطن ستواصل إدانتها بأقسي العبارات الممكنة بسبب الأعمال المؤسفة التي تقوم بها الحكومة السورية ضد شعبها, ويتوجب وقف العنف فورا. كانت الولاياتالمتحدة قد فرضت عقوبات علي جهاز المخابرات السورية واثنين من اقارب الرئيس السوري بشار الاسد في اول خطوة واضحة تتخذها واشنطن ردا علي قمع دموي من اجهزة الامن السورية للمحتجين. ولم يرد اسم الرئيس السوري بشار الأسد الذي يحكم سوريا منذ11 عاما في قائمة الشخصيات التي فرضت عليها العقوبات بأمر وقع عليه الرئيس الامريكي باراك اوباما لكن مسؤولا امريكيا رفيعا قال ان العقوبات قد تشمل الرئيس السوري قريبا اذا استمر العنف الذي تقوم به القوات الحكومية ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية. من ناحية اخري, رحبت هيلاري كلينتون بقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإدانته الحكومة السورية علي ارتكابها أعمال عنف وقمع ضد شعبها. كما رحبت فرنسا بإدانة مجلس حقوق الإنسان للأوضاع في سوريا. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في بيان له, أن المجلس ومعه المجتمع الدولي بعث برسالة حازمة تندد بشدة بالانتهاكات بالجملة لحقوق الإنسان التي ارتكبها النظام السوري, ومن بينها مقتل الكثير من المدنيين والقبض التعسفي علي آخرين وأعمال التعذيب غير المقبولة. و في وقت قال فيه شهود عيان أن أعدادا كبيرة من عناصر الأمن تضم15دبابة و3 طائرات هليكوبتر و20مدرعة دخلت الي مدينة درعا المحاصرة منذ6 أسابيع. و ذكر مصدر حقوقي سوري ان عدد الضحايا الذين سقطوا في جمعة الغضب بلغ65 قتيلا. و قال الشهود أن تبادلا لإطلاق النار سمعت أصواته في المدينة منذ فجر أمس بالقرب من المسجد العمري. و قال الشهود أن عملية إطلاق الرصاص استمرت نحو90دقيقة استخدمت خلالها القوات السورية قذائف الدبابات و الأسلحة الآلية, مما أسفر عن مقتل أسامة أحمد ابن إمام المسجد بالإضافة الي سيدة و أبنتيها تقطنان في أحد المنازل الملاصقة للمسجد. علي صعيد متصل, قال المرصد السوري لحقوق الانسان في موقعه الالكتروني علي امس ان33 متظاهرا لقوا حتفهم في مدينة درعا و27 وشخصا في اللاذقية وشخص في أدلب فيما لقي سبعة افراد من الشرطة والجيش حتفهم في درعا وحمص. ومن جهة اخري, قال مصدر مسئول في وزارة الداخلية السورية ان عنصرين من قوي الأمن الداخلي لقيا حتفهما في حمص وأصيب عنصران اخران جراء استهدافهم من قبل مجموعات إرهابية متطرفة أثناء أدائهم مهامهم في محافظة حمص. و في أنقرة: كشفت مصادر دبلوماسية تركية أن عددا من كبار الوزراء والمسئولين الأتراك بالجيش وأجهزة الأمن والمخابرات عقدوا اجتماعا لمناقشة التطورات في سوريا. و قالت المصادر إن الاجتماع ناقش التطورات في سوريا والمنطقة بشكل عام.. مشيرة إلي أنه تم التأكيد علي أن أولوية تركيا هي إنهاء العنف في أسرع وقت ممكن. وأضافت المصادر أنه تم خلال الاجتماع دراسة جميع التدابير والاستعدادات تجاه الهجرة الجماعية المحتملة من سوريا إلي تركيا.. لافتة إلي أن الأحداث الجارية في سوريا تشكل مصدر قلق ومخاوف كبيرة لتركيا تحسبا من هجرة السوريين. في هذه الأثناء, شهدت منطقة الحدود التركية السورية موجة من النزوح الجماعي من جانب المواطنين السوريين فرارا من العنف والتوتر في بلادهم. وذكرت مصادر تركية أن254 سوريا ممن يقطنون القري القريبة من الحدود اجتازوا الأسلاك الشائكة, التي يصل ارتفاعها الي مترين, ودخلوا قرية ريحانلي التابعة لبلدة يايلاداغي التابعة لمحافظة هطاي جنوب شرق تركيا.