اقتحم رتل من المدرعات التابعة للجيش السوري حي الخالدية في مدينة حمص أمس السبت تسانده المروحيات الحربية (هليكوبتر)، في وقت كانت قوة أمنية مؤلفة من أكثر من 300 عنصر يرتدون الملابس المدنية معززين بآليات عسكرية مدرعة تقتحم دير الزور وتنفذ حملة اعتقالات واسعة طالت الشباب فيها. يأتي ذلك غداة دعوات غربية مكثفة للرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن الحكم، وقد انضمت اليابان أمس إلى مؤيدي مطلب التنحي. وتأتي أيضا غداة إجراءات دولية (أوروبية خاصة) مشددة لفرض عقوبات قاسية على نظامه بسبب حملات القمع والقتل التي يمارسها- منذ أكثر من خمسة أشهر- بحق مواطنيه المطالبين بالديموقراطية، وذلك على الرغم من تعهد الأسد نفسه- أكثر من مرة- بوقف العنف. وكانت المرة الأخيرة خلال محادثة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء الماضي. يذكر أن منطقة الخالدية (وهي منطقة سكنية رئيسية في حمص) التي كانت مسرحا لأحدث عملية اقتحام كان قد شهد في جمعة (بشائر النصر) أمس الأول مقتل 20 شخصا. وتشير أحدث إحصائية لاتحاد تنسيقات الثورة السورية إلى أن عدد الذين قتلوا برصاص الأمن خلال تظاهرات بشائر النصر في أنحاء سورية تجاوز الاربعين قتيلا بينهم أطفال. وقال ناشطون وسكان وشهود عيان إن قوات الجيش السوري والشرطة قصفت منطقة الخالدية بنيران مدافعها الآلية الثقيلة في ساعة مبكرة من صباح السبت. وقال سكان إنهم رأوا طائرات هليكوبتر تطير فوق المدينة لحظة الاقتحام. وقال نشطاء إن (الاحتجاجات اتخذت جوا احتفاليا ورفع الرهان درجة ومن ثم فاننا نرى مثل هذا الرد). وكان الناشط يشير بذلك إلى رفع محتجين الأحذية كعلامة تحد للرئيس الأسد. وتحدث النشطون أيضا عن قطع خطوط الكهرباء والتلفونات الأرضية في المدينة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن (إطلاق الرصاص الذي لم ينقطع في حمص . من جهته، أشار اتحاد التنسيقات إلى (مرور عشر دبابات من طريق حماة بجانب القصور إلى داخل حمص)، لافتا إلى أن (وجهة هذه الدبابات غير معروفة). من جهة ثانية، اقتحمت قوات أمنية بلدة الموحسن شرق مدينة دير الزور من دون مقاومة ونفذت اعتقالات طالت بعض الشباب فيها. وقالت مصادر محلية: (إن أكثر من 300 رجل أمن معززين بآليات عسكرية مدرعة اقتحموا في الساعة الرابعة فجرا البلدة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 35 ألف نسمة ولم تشهد أي خروج للتظاهرات في الفترة الماضية). وأضافت المصادر أن (قوات الأمن أطلقت رصاصا كثيفا في الهواء، رغم أنها لم تواجه أي مقاومة أو وضع حواجز بل دخلت إلى إحياء المدينة وبدأت حملة اعتقالات طالت العشرات وبخاصة الشباب منهم وان أحد المعتقلين أصيب بطلق ناري). وكانت قوات الجيش السوري انسحبت من دير الزور الثلاثاء الماضي، بعد تنفيذ عملية أمنية واسعة استمرت عشرة أيام سقط فيها عشرات القتلى والجرحى وتعرض المئات للاعتقال. إلى ذلك، حث وزير الخارجية الياباني تاكياكي ماتسوموتو سورية على الوقف الفوري للعنف ضد المدنيين، داعياً الرئيس الأسد إلى التنحي. وكان ماتسوموتو استدعى السفير السوري لدى اليابان محمد الحباش، وأبلغه أن طوكيو تطالب بوقف العنف فوراً في سورية والانطلاق في تنفيذ إصلاحات أساسية باتجاه الديموقراطية، مشددا على انه من المؤسف أن المقاربة التي تعتمدها السلطات الأمنية السورية حتى الآن أسفرت عن سقوط أعداد من الضحايا. وأردف ماتسوموتو أن الرئيس الأسد فقد ثقة المجتمع الدولي ولم يعد من الممكن اعتباره قائداً شرعياً لبلاده، داعياً إياه إلى التنحي. وأشار إلى ان الحكومة اليابانية ستستدعي قريباً وبشكل مؤقت سفيرها لدى سورية لمناقشة الوضع هناك. على صعيد متصل، صرح المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر أن المعارضة السورية أصبحت (أكثر تلاحما وتمثيلا) للبلاد. وقال (نلاحظ أن المعارضة السورية بدأت تتخذ شكلا وتصبح اكثر تلاحما واكثر تمثيلا للمجتمع السوري). وأكد تونر أن إدارة الرئيس باراك أوباما تود البقاء على اتصال مع المعارضة. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية فكتوريا نولاند إن السفير روبرت فورد باق في دمشق لمساعدة واشنطن على الاتصال مع المعارضة. وأضافت نولاند (نرى هذه المعارضة تترسخ ليس فقط في المدن بل في البلدات في جميع أنحاء سورية وتتوسع في طبيعتها أيضا.. فقد أصبحت تضم علويين ودروزا ومسيحيين ورجال أعمال وتجارا وحتى ضباطا تراجعوا عن ولائهم للأسد. والأهم أنهم بدأوا يتحدثون عن خارطة طريق ونحن دعمنا هذا الهدف).