القيادة السورية تسير علي خطي القيادتين السابقتين في مصر وتونس وهو مايعني ان نهاية النظام البعثي اصبحت وشيكة. في البداية وكما حدث في مصر رفضت القيادة فكرة اندلاع الثورة مؤكدة ان سوريا وضع مختلف وان العقيدة تمنع ذلك( ملحوظة: العقيدة لفظ استخدمته القيادة ولا أعلم علاقته بعدم اندلاع الثورات). ولكن المشاكل ما لبثت ان بدأت من درعا فكان رد الفعل أمنيا, كما كان الأمر في مصر وتونس, ثم تنبهت القيادة إلي ان مثل تلك الظروف تحتاج لقرارات سياسية فبدأت تنفيذ ذلك وتتحدث عن( اصلاحات سريعة ودون تسرع) وهو نوع من الخطاب لاينفع مع تلك الظروف. ولكن القيادة البعثية تنبهت لاحقا إلي خطورة الموقف فبدأت في تطبيق اصلاحات فورية من بينها منح الجنسية لاكراد الشمال وتغيير الحكومة ورفع قانون الطوارئ وهو ما اعتبره الشارع دلائل ضعف لأن النظام كان يرفض القيام بها سلفا. وحين يشعر ابناء الشعب ان النظام القوي الصارم المتصرف في شئون البلاد منذ عقود دون منافس, بدأ يقدم تنازلات( وليست اصلاحات, وإلا لقام بها قبل الثورة), فإنه يستغل الظروف ويندفع ليطالب بالمزيد وصولا للمطالبة بإسقاط النظام. وهو مانتوقعه قريبا. المشكلة ان النظام البعثي في سوريا لم يسمح خلال العقود الماضية بظهور أي قيادات خارج اطاره وبالتالي فإن الساحة السورية تخلو من قيادات سياسية غير بعثية, والبدائل المطروحة لتولي الحكم في سوريا تنحصر في ضباط الجيش ويضيف البعض إليهم( الإخوان المسلمون). ولطبيعة النظام في سوريا فإن الجيش لايمكن ان يقوم بما قام به المجلس الأعلي للقوات المسلحة في مصر, حين قرر حماية الثورة والعبور بها لبر الأمان واضعا مصلحة البلاد فوق مصالح الاشخاص. ماسيقوم به الجيش في سوريا هو انقلاب عسكري يطيح بنظام الاسد ويأتي بنظام جديد ويري البعض ان ضباطا علويين سيتولون المهمة حتي لايتهموا بموالاة النظام السابق إذا ماقام غيرهم بالانقلاب. ماعلينا إلا الانتظار قليلا لنعرف النتيجة. [email protected] المزيد من أعمدة سامح عبد الله