منذ سقوط نظام مبارك والحديث عن موضوع تصدير الغاز لإسرائيل لا يتوقف ليس في مصر وحدها ولكن في إسرائيل أيضا ففي الدولة العبرية يري كثيرون أن خط الأنابيب الذي ينقل الغاز من العريش إلي عسقلان يمثل انجازا كبيرا لهم فهم يحصلون علي مصدر طاقة نظيف ورخيص. في نفس الوقت في حين يري فيه آخرون أنه يمثل لعنة فصفقة التصدير يشوبها الفساد من البداية إضافة إلي أنها سكبت الزيت علي نيران الكراهية لإسرائيل في الشارع المصري. وأغلب حقول الغاز المصري موجودة في البحر وهناك حقول أخري في منطقة الدلتا بين الاسكندرية وبورسعيد والخط الذي ينقل الغاز شرقا علي الأرض عن طريق سيناء ينقسم أويتفرع إلي فرعين الأول وهو الخط العربي وينقل الغاز إلي الأردن وسوريا ولبنان أما الثاني الذي يصل إلي عسقلان في إسرائيل فيمر داخل البحر لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرييل شارون أراد إبعاده بقدر الامكان عن غزة وحتي الآن لم تحقق السلطات الإسرائيلية فيما تردد عن وجود فساد ورشاوي في صفقة الغاز هذه والشركات الإسرائيلية سواء كانت خاصة أو حكومية كما تقول صحيفة يديعوت أحرونوت تعرف جيدا كيف تعقد الصفقات و تشتري الأشخاص الفاسدين في العالم الثالث, فأحيانا يتم ذلك عن طريق وسطاء من الدولة نفسها ولدي إسرائيل قائمة سرية بمثل هذه الصفقات لا يعرفها سوي عدد قليل للغاية من المسئولين ومنهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير المالية وصفقة الغاز المصري ولدت مع توقيع اتفاقية أوسلو عام1993 حينما أعلن شيمون بيريز وكان وزيرا لخارجية إسرائيل في ذلك الوقت عن الشرق الأوسط الجديد مبشرا بتحول المنطقة إلي جنة مع عقد الصفقات المشتركة! في ذلك الوقت تردد اسم نمرود نوفيك أحد أتباع بيريز المقربين حيث انضم هذا الشخص إلي شركة' مرحاف' التي يمتلكها رجل الأعمال الإسرائيلي' يوسي ميمان' وجاء ضم نوفيك هذا إلي الشركة بسبب علاقاته الجيدة والقوية مع المسئولين المصريين وفي نفس العام أي1993 قدمت مرحاف اقتراحا للحكومة المصرية بإقامة خمسة مشروعات كبري الأول كان الغاز والأخير كان إقامة مصفاة للتكرير واختار الجانب المصري إقامة المصفاة والشركة الإسرائيلية كانت في حاجة لشريك مصري وتولي نوفيك البحث عن هذا الشريك حيث طلب من أصدقائه في مصر ترشيح بعض الأسماء ووقع الاختيار علي حسين سالم صديق مبارك المقرب وكاتم أسراره, وحسين سالم ضابط الجيش السابق حينما تقاعد وترك الخدمة اتجه لعالم المال والصفقات في مجال الفنادق والسياحة وتركز نشاطه في مدينة شرم الشيخ وعقب سقوط نظام مبارك هرب حسين سالم خارج مصر, ففي عام1998 تقدمت شركة مرحاف بطلب إقامة مشروع الغاز ومن أجل ذلك تأسست شركة مصرية تم تسجيلها عام2000 تحت اسم غاز شرق المتوسط المصريةEMG حيث امتلك حسين سالم65% منها ومرحاف25% وشركة الغاز الوطنية المصرية10% وقد استطاع ميمان ونوفيك ورئيس الموساد الأسبق شبتاي شافيت من جهة وحسين سالم من جهة أخري إقناع حكومتي مصر وإسرائيل تقديم امتيازات لهذه الشركة ومنها إعفاؤها من الضرائب وشركة الكهرباء الإسرائيلية وهي شركة حكومية منحت لشركة الغاز هذه قرضا قيمته180 مليون دولار لمد خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز علي أن تقومEMG فيما بعد بتزويد شركة الكهرباء الإسرائيلية بالغاز ولم يذكر العقد الموقع بينهما كميات أو مواعيد ضخ الغاز وقبل حصول إسرائيل علي الغاز المصري كان الاعتماد علي الغاز الذي توفره شركة يام تاتيس لكن نوفيك أقنع مسئولي حكومة إسرائيل بخطورة الاعتماد علي مصدر واحد وكان القرار بشراء الغاز المصري والحفاظ علي غاز يام تاتيس كمخزون استراتيجي!! وفي عام2005 حصلتEMG علي الموافقة لمد خط أنابيب من العريش إلي عسقلان ويبلغ طوله100 كيلو متر أيضا تم بناء منشأة لتكثيف الغاز في سيناء ومنشأة لاستيعابه في عسقلان00 وأرباح حسين سالم جاءت نتيجة لبيعه جزءا كبيرا من أسهم الشركة حيث باع25% من حصته فيEMG لشركة الغاز الوطنية التايلاندية بمبلغ1,9 مليار دولار أيضا باع12% من الشركة للمستثمر الأمريكي' سام زال' ولشريكين أخرين والمبلغ الذي حصل عليه لم يعلن. ويؤكد الكاتب الإسرائيلي ناحوم بارنيع أن حسين سالم والأسرة التي كانت تقف خلفه وتسانده حصلوا علي600 مليون دولار من صفقات تصدير الغاز ومازال حسين سالم يمتلك نسبة28% من شركةEMG.