محطتها الأولي في مشوارها الدبلوماسي كانت في أرض الكنانة مصر.... ولا عجب في ذلك, فهي تجيد اللغة العربية وتتقنها لأنها تخرجت من كلية التربية بالسويد كباحثة في اللغة العربية... ثم التحقت بوزارة الخارجية, وتنقلت بين عدة دول عربية وإفريقية كان آخرها عندما عملت كمندوبة للأمم المتحدة في العراق قبل أن يستقر بها المطاف في مصر كمديرة للمعهد السويدي بالإسكندرية الذي يتبع وزارة الخارجية السويدية مباشرة. إنها السفيرة بريجيتا هولست العاني التي حرصت بعد استقرار الأوضاع عقب ثورة25 يناير علي دعوة وفد من الإعلاميين والإعلاميات المصريين لتبادل وجهات النظر, وشرح الدور الذي يقوم به المعهد في إطار حرصه علي تقريب وجهات النظر بين دول أوروبا ودول المنطقة العربية وارساء قواعد الديمقراطية, وترسيخ مبدأ حقوق الإنسان, وذلك بهدف تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المنطقة. دار حوارنا حول الثورة ووضع المرأة بعدها ودور الشباب في المرحلة المقبلة وغيرها من الموضوعات العديدة.. بالنسبة لوضع المرأة الذي يراه البعض يتراجع إلي حد كبير أعربت السفيرة بريجيتا عن اعتقادها أن هذه المرحلة الحرجة لأبد وأن تكون مؤقتة لأن الشابات والناشطات السياسيات اللآتي شاركن في الثورة لن يسكتن علي هذا الوضع, والطبيعي أنه مع الوقت سوف تعود المرأة لتأخذ مكانها في المجتمع كشريك أساسي في التنمية. فطريقة تفكير المرأة تختلف عن طريقة تفكير الرجل, وطبيعتها كزوجة وأم تجعلها مسئولة عن إدارة شئون بيتها والتخطيط لمستقبل أسرتها... لذلك نراها تفكر بطريقة أكثر شمولية, وأكثر مراعاة لكل أطراف الأسرة.. فالمرأة مؤهلة وهذا ما يجعلها مناسبة جدا لأن تؤدي دور في السياسة والاقتصاد, وفي كل المجالات... لكن المهم في رأي السفيرة بريجيتا لتحقيق أكبر استفادة من قدراتها هذه اشراكها في الحياة العامة, والحياة السياسية في كل المحافظات لأنه إذا كان تعداد سكان القاهرة نحو81 مليون نسمة وتعداد الإسكندرية7 ملايين نسمة, فهذا يعني أن هناك نحو06 مليون نسمة من المصريين في بقية المحافظات يحتاجون إلي الإحساس بالمشاركة... وهي نسبة كبيرة ومهمة في عالم السياسة لا يمكن تجاهلها خاصة بعد الثورة.. هذه الثورة التي تراها السفيرة بريجيتا كغيرها كثيرين لم تكن متوقعة... والدليل علي ذلك أنها فور مجيئها إلي مصر سألها بعض المصريين عن الدور الذي سوف تقوم به من خلال إدارتها للمعهد, فقالت إنها سوف تحاول العمل علي تقريب وجهات النظر بين المواطنين والحكومة من خلال تبادل الحوارات.. فقالوا لها أنها مهمة صعبة للغاية. ولكنها بعد الثورة بدأت تشعر أن الرياح تسير في الاتجاه نفسه الذي تخطط له لأن الديمقراطية الفعلية تعني إتاحة الفرصة للمواطن للتدخل وإبداء الرأي في مراحل التخطيط الأولي للسياسات التي تهمه مع منحه دور, وفرصة التعبير عن رأيه.. وهذا ما يحاول المعهد تطبيقه من خلال دعوة كل الأطراف للمشاركة في حوارات تختص بموضوعات تهمهم. ولأن الثورة كانت غير متوقعة كان من الضروري تغيير بعض الخطط التي يخطط لها المعهد منها مثلا التركيز في الفترة المقبلة بشكل أكبر علي دور الشباب في مجال السياسة, حيث أنهم لعبوا دورا كبيرا في الثورة... وهو الدور الذي سوف تزداد قيمته مع الأيام المقبلة... لذلك يخطط المعهد لعقد لقاءات بين شباب من أحزاب سويدية, وشباب مصريين لتبادل الخبرات والاستفادة من التجربة السويدية كذلك بدأ المعهد بعد الثورة في التركيز علي النقابات العمالية لأنها حجر أساس في الديمقراطية باعتبارها الجهة الوحيدة التي يستطيع العامل من خلالها التعبير عن طلباته من صاحب العمل بعيدا عن سياسة الإضرابات والاحتجاجات. هذا بالإضافة إلي استمراره في العمل علي قضايا الديمقراطية لتهيئة المناخ الديمقراطي في مصر من خلال دعوة المثقفين والنشطاء والمتخصصين للمشاركة في حوارات تختص بكل الموضوعات المطروحة علي الساحة والتركيز علي قضايا حقوق الإنسان, وضمان حرية التعبير باعتبارها العنصر الأساسي في المناخ الديمقراطي القادر علي إثراء مناخ الحرية. فالحوارات الهادئة والبنائة هي في النهاية المفتاح لحل كثير من المشكلات التي تعوق مسيرة التقدم.