الإنسان يتعرض لضغوط كثيرة منذ مولده وحتي نهاية حياته.. ضغوط حياتية مثل قلة الإمكانيات المادية.. أو المرض.. أو الإعاقة.. أو كثرة عدد أفراد الأسرة وضيق المكان.. ضغوط المهنة.. مشاكل أهل الزوج أو الزوجة والحماوات..مضايقات الجيران.. الزحام.. عدم وجود السكن المناسب في المكان المناسب.. ضغوط لا أول لها ولا أخر, تستغرق لسردها صفحات ولانأتي علي نهايتها.. والضغوط تختلف من شدتها أو قسوتها أو إستمرارها, وتزايدها أو تناقصها, وعلينا أن نتحمل ما نعانيه من تلكم الضغوط, ونتعامل معها بحكمة ودون أن نفقد أعصابنا أو إتزاننا, وهناك من لايتحملون.. خصوصا إذا ما تجمعت ضغوط كثيرة في وقت واحد, ولم نكن متسلحين بالإيمان بالله واليوم الآخر إيمانا عميقا, وليس إيمانا لفظيا أو شكليا, لأنه إذا طفح الكيل لدي واحد من هؤلاء الذين لايتسلحون بالإيمان العميق, فقد تنتهي به الضغوط إلي الإنهيار العصبي أو تسلمه إلي مالا تحمد عقباه أيا كانت هذه العقبي.. ولتفادي حدوث ذلك ينبغي أن نعلم أن الضغوط الحياتية أمر مفروغ منه, إذ لايمكن تفاديها كلية, وإلا كانت الحياة الدنيا مؤقتة, وهي ليست مؤقتة ولا جنة دائمة, لأنها لا تدوم.. فالأنسان يكابد منذ مولده وحتي أجله, والله خالقنا ينبئنا بذلك لقد خلقنا الإنسان في كبد( البلد4) والذي يتحمل الضغوط ويعلو عليها, ويتمسك بإيمانه بالقدر خيره وشره لأن ذلك من مقومات الإيمان الحق الذي يفعل ذلك يكسب دنياه ويفوز في أخراه بجنات النعيم التي تخلو من الضغوط كافة, فهي نعيم خالص من أية شوائب ودائم بلا نهاية. إنتهي القلق. وانتهت الواجبات والتكليفات.. فليس مطلوبا من أهل الجنة أداء أية واجبات علي الإطلاق.. لا شئ إلا أن ينعموا ويتلذذوا.. ويأتنسوا بصحبة الأهل والاحباب بلا فراق.. ابد الدهر.. ولايسمعون فيها إلا حلو الكلام وإلقاء السلام, ولا يخدمون انفسهم بل يخدمهم الغلمان المخلدون, ولا تتراجع صحتهم ولا يعتريهم الوهن ولا المشيب, ولا تتناقص قدرتهم علي الاستمتاع كما يحدث في الدنيا مع تقدم السن وإن توافرت كل الإمكانيات المادية فأهل الجنة شباب أبد الدهر, ورغباتهم مجابة بلا تعب ولامشقة ولا إنتظار, ولذلك فهم متشبثون ببقائهم في الجنة إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا. خالدين فيها لايبغون عنها حولا( الكهف701 801) أرأيتم؟ أن صبرنا علي الضغوط الحياتية مهما تعاظمت مكافأته الفوز بجنات النعيم والخلود فيها إلي مالا نهاية؟ فسنوات العمر التي نعاني فيها من الضغوط معدودة ولها نهاية, ولذلك تهنئ الملائكة داخلي الجنة بصبرهم علي معاناتهم في الدنيا سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار( الرعد42).