أصبح قاب قوسين أو أدنى اكتمال نصاب سجن مزرعة طره بكبار رجال الدولة – كما كان يطلق عليهم – فى العهد البائد وحكومة نظيف الذي كان له من اسمه نصيب واستطاع تنظيف البلد من كل مواردها وتوزيع دخلها واراضيها على حكومة السيد النظيف. باقي أشخاص قلائل ويكتمل النصاب القانوني لحكومة نظيف داخل الليمان واعتقد انه بمجرد تشريف رئيس الوزراء إلى المزرعة والاجتماعات والمشاورات لا تنتهي من اجل تشكيل حكومة الليمان وبذلك يصبح نظيف أول رئيس وزراء مصري يرأس الحكومة المنتظرة لإدارة شئون مزرعة سجن طره بما يضم من خيرة الشعب المصري أصحاب السوابق والخبرات العديدة في السلب والنهب والقتل وسفك الدماء والترويع والبطش والتنكيل . واعتقد أن نزلاء سجن المزرعة من الشعب المصري هم أسعد حظا الآن بعد وصول حكومة نظيف إلى السجن فأصبحوا فى يوم وليله جيران لهؤلاء البهوات الذين لم يروهم إلا عبر شاشات الفضائيات والتليفزيون والصحف أصبحوا جميعا اخوة متضامنين ضالعين فى الأجرام. وبعد تشريف السيد صفوت الشريف ونظيره فتحي سرور تكتمل اللعبة السياسية إذ ينوى السيدان تشكيل مجلس شعب وشورى المزرعة من رواد السجن المتعطشين للعب دور سياسي وستجرى الانتخابات البرلمانية فى حماية السيد وزير الداخلية حبيب العادلى بماله من سابق خبرة فى إدارة لعبة الانتخابات ويشعر مواطنو سجن المزرعة بالأمان الكامل لضمان نزاهة العملية الانتخابية وحصول كل مسجون على حقه الكامل فى الدعاية الانتخابية وتعهد لهم السيد انس الفقي بإعطاء كل منهم مساحته فى جميع وسائل الإعلام المرئية خاصة والمسموعة بصفته وزيرا لإعلام سجن المزرعة أما السيد احمد عز فهو احسن النزلاء حظا حيث أنه خبير فى عالم إدارة الانتخابات لصالح حزب الفاسدين بالليمان من رجال الأعمال والوزراء وبالطبع سيدير العملية الانتخابية بكل حرفية لاستبعاد كل سجناء الرأي والتيار الديني والمشتغلين بالسياسة بعيدا عن حزب الفاسدين لابعادهم من دخول البرلمان بمجلسيه الشعب والشورى. وتعهد كبار رجال الأعمال بتحمل جميع نفقات الدعاية لحزب الكبار داخل المزرعة حتى لا تتحمل الحكومة داخل السجن اى تكاليف حتى لا يتحمل مواطنو السجن أى اعباء وحتى لا تتاثر الحالة الاقتصادية للسجن. وتجرى الدعاية على قدم وساق وتبارى جموع المرشحين وأنصارهم من السادة الناخبين فى الدعاية وتنوعت شعارات الحملة الانتخابية ومنها على سبيل المثال لا الحصر انتخبوا كبير القتلة والسفاحين، انتخبوا كبير الحرامية والفاسدين خير من يمثلكم محترف الاحتكار واستغلال النفوذ انتخبوا رجل الندالة والسرقة والأجرام، رجل الجيابة وفارض الإتاوات . هكذا تحول سجن مزرعة طره الشهير ، سجن الكبار والمشاهير من صفوة المجتمع المصري الى حالة من الحراك السياسي وتحول إلى دولة كبار الاغنياء واصحاب المليارات وهناك اتجاه لتحويله إلى فندق خمس نجوم حيث اصبح يضم حكومة مصر برجال أعمالها ووزرائها ورجال الحزب الوطني ويبقى بعض الشخصيات ويكتمل النصاب بتشريف السيد جمال مبارك وأخيه والسيد الرئيس السابق بعد محاكمتهم محاكمة عادلة وبذلك يصبح سجن مزرعة طره اكبر مزار سياحى تتجه إليه جميع أنظار العالم ويصبح قبلة للسائحين العرب والأجانب على ان يكون الدخول مجانا لأفراد الشعب المصري واقترح تحويل واجهات الزنازين لتصبح زجاجية حتى يستمتع السادة الزوار بالفرجة على عظماء القوم أصحاب الوجاهة والسمو بعد أن تحولوا بفضل الله إلى مساجين واصحاب سوابق. وبالتالي سيتحول ليمان طره إلى وسيله للدخل القومي ويصبح دخله من حق المواطن المصري البسيط الذي ظل كادحا طوال 30 عاما يعيش فى باطن الأرض والسادة الكبار يحلقون فى الفضاء العالي متمتعين بأموال وثروات مصر وتخيلوا مصر ايها السادة الكرام لو أن مظلوما من نزلاء حكومة السجن تقدم بطلب إحاطة عاجل لمجلس شعب النزلاء يستغيث من سرقة محتويات زنزانته من لوحات معدنية وارضيات وحوائط وبعد مناقشة الأمر وتحريات مباحث السجن تبين أن وراء هذه السرقة هو السيد رئيس وزراء حكومة السجن بشخصه مستغلا سلطات وظيفته بإسناد عملية بيع لوحات زنزانة النزيل الذي لا حول له ولا قوة بالأمر المباشر فلماذا سيكون الحكم أذن؟ مفاهيم:- علمت مفاهيم من مصادر مطلعة بسجن المزرعة انه تم تشكيل حكومة سجن المزرعة على النحو التالي: تعيين د. احمد نظيف لرئاسة حكومة سجن المزرعة، حبيب العادلى وزير للأمن وادارة الانتخابات وزكريا عزمي لشئون ديوان المزرعة وانس الفقي للإذاعة الداخلية وزهير حرانة للترفيه عن المساحين والمغربي لشئون التسكين والزنازين واحمد عز أمين تنظيم للأفراد المساحين وماجد الشربينى لشئون العضوية للحزب الفاسد بالسجن هذا وسنواليكم عن المقالات التالية بما يستجد بعد انتهاء المشاورات والمداولات لاستكمال باقي الوزراء لتسيير حكومة الأعمال بداخل سجن مزرعة طره. • عقب كتابة هذا المقال مساء الإثنين 11/4 وبعد ساعات قبل تسليمه للنشر تحقق ما أخبرت به "مفاهيم" وتم بالفعل القبض على صفوت الشريف وفتحي سرور وجمال وعلاء مبارك والبقية في الطريق ليكتمل عقد الحكومة وكبار رجال الحزب الوطني داخل سجن المزرعة ، وأرجو ألا يكون تجمعهم يشكل شيئا مضادا للثورة . المزيد من مقالات فهمى السيد