كتب أشرف أبوالهول: جاء قيام جماعة التوحيد والجهاد المتشددة في قطاع غزة باختطاف وإعدام الصحفي والمتضامن الايطالي فيتوريو اريجوني( فيكتور) ليعيد إلي الأضواء مسألة وجود جماعات متطرفة في القطاع تستلهم فكر تنظيم القاعدة. والتي كان الكثيرون قد نسوها في خضم ثورة25 يناير في مصر وينفي ماتردد عن أن السلطات المصرية هي التي كانت تزعم ذلك حتي تساعد في احكام الحصار علي غزة. وبداية لابد من التأكيد علي حقيقة واحدة وهي أن جريمة إعدام فيكتور أثارت ردود فعل غاضبة وحزينة من الفلسطينيين الذين كانوا يحبونه لبساطته ووقوفه معهم فكان يذهب ليلا إلي شاطيء البحر ليجعل من نفسه درعا بشريا لحماية الصيادين من اعتداءات قوات الاحتلال كما أنه تعرض للأصابة أكثر من مرة خلال العدوان الاسرائيلي علي القطاع في نهاية2008 وهو كان زميلا للشهيدة راشيل كوري التي ماتت تحت جرافة اسرائيلية وهي تحاول منعها من هدم المنازل الفلسطينية في رفح. وفيما يتعلق بظروف مقتله فالمعروف أن خاطفيه ينتمون لجماعة التوحيد والجهاد في بيت المقدس وطالبوا في بداية العملية حركة حماس التي تسيطر علي القطاع باطلاق سراح زعيمهم هشام السعيدني المعروف بأسم أبوالوليد المقدسي والذي اعتقلته في السادس من مارس الماضي بعد مطاردة استمرت لما يزيد عن عامين وعندما تأكد الخاطفون أنها لن تطلق سراح أبوالوليد المقدسي وأنها علي العكس أعتقلت أحد الخاطفين وعرفت مكان احتجاز فيكتور سارعوا بإعدامه لعدة أسباب أولها أنهم يتشككون في سبب وجود اي اجنبي غير مسلم بغزة وثانيها معاقبة الحكومة المقالة علي عدم استجابتها لمطالبهم وثالثها إرسال رسالة للجميع بأنها ستستخدم كافة الوسائل لتحرير معتقليها. أما فيما يتعلق بهشام السعيدني أو ابو الوليد المقدسي, فالرجل معروف بعلاقته بجماعات اقليمية متطرفة منها جماعة جماعة الزرقاوي بالعراق وكذلك جماعات متشددة تنشط في مصر ولذلك تتهمه اسرائيل وأمريكا بالتورط في تفجيرات شرم الشيخ بمصر وهو وثيق الصلة بجماعة جيش الاسلام بغزة والمشتبه في وقوفها وراء تفجير كنيسة القديسين بالأسكندرية وشارك بفعالية في أعمال العنف التي وقعت بشمال سيناء عقب ثورة25 يناير رغم أن حماس وقفت علي الحياد لكي تكسب ثقة العهد الجديد في القاهرة. واليوم فإن قيام جماعة التوحيد والجهاد بإعدام فيكتور وظهور أسم أبوالوليد المقدسي علي السطح يكشفان مدي خطورة مثل هذه الجماعات بعد أن أستغل البعض فترة الثورة للتنصل من المسئولية عن تنفيذ تفجيرات شرم الشيخ رغم أن الأمريكيين والأوربيين كانوا يشاركون في التحقيقات وكان من المستحيل أن يتستروا علي الجناة.