قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن قتل المتضامن الايطالي فيتوريو اريجوني الذي يعتبر أول أجنبي يختطف في قطاع غزة منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على القطاع في يونيو 2007 ضربة كبيرة للحركة، ومصدر إحراج لها حول الأمن، وهو ما يثير شبح تزايد جرأة بعض الجماعات التي تمطر إسرائيل بالصواريخ، مما دفع المراقبين للقول إن قتل أريجوني تحذير لإسرائيل. وأضافت الصحيفة في عددها الصادر اليوم السبت أن: اريجوني هو أول أجنبي تعرض للخطف في قطاع غزة منذ سيطرة حماس عليه في 2007، ويبدو أنه أيضا أول ناشط مؤيد للفلسطينيين يقتل على يد فلسطينيين، الأمر الذي أثار تساؤلات محرجة لحماس حول الأمن الذي تقول إنها استعادته في القطاع منذ الإطاحة بمنافستها العلمانية فتح، في حرب قصيرة بين الفصائل، كما يثير شبح تزايد جرأة بعض الجماعات المتطرفة المعادية للغرب في غزة". وتتابع الصحيفة أن ضباط حماس عثروا على جثة أريجوني في منزل بمدينة غزة خالي من الأثاث، فيما عدا المراتب، وقال الطبيب الذي أجرى عملية التشريح إنه قتل جراء الخنق بكيس بلاستيك، وبعد سنوات من الدفاع عن القضية الفلسطينية، توفي اريجوني (36) على يد مجموعة هامشية من الفلسطينيين، تعتنق فكر تنظيم القاعدة وكانت تسعى للإفراج عن زعيمهم". وبحسب الصحيفة، فإن مقتل فيتوريو مؤشرا على عدم قدرة حماس السيطرة على قطاع غزة، ففي أوج سيطرتها على القطاع تمكنت من تحرير صحفي ال"بي بي سي" المختطف ألان جونستون، ويؤكد هذا الاستنتاج الصواريخ التي عادت تطلق من القطاع على إسرائيل رغم معارضة حماس لذلك. ويخشى المراقبون من أن يؤدي غياب السيطرة المركزية في القطاع إلى انتشار الفوضى التي يرى البعض أنها في الطريق للعودة إلى القطاع، وهو كفيل بأن يجعل إسرائيل أيضا تشعر بالقلق، حيث انتشار الفوضى في القطاع وغياب السيطرة المركزية لحماس يعني أن المدن الإسرائيلية ستكون مهددة بالصواريخ، بحسب الصحيفة. وأوضحت الصحيفة أن حماس حاولت في وقت سابق القضاء على جماعة "التوحيد والجهاد" التي يبدو أنها وراء عملية الاختطاف، وسجن زعيمها هشام سعيداني. وفي شريط فيديو نشر الخميس، قال الخاطفون إنهم خطفوا الايطالي في محاولة لإطلاق سراح سعيداني، وأنها ستقتله في غضون 30 ساعة إذا لم تلب مطالبهم، وأظهر الشريط اريجوني حيا، لكنه تعرض للضرب والدماء تسيل من وجهة. وفي النهاية، قال الطبيب الذي أجرى التشريح إنه قتل قبل ما لا يقل عن 24 ساعة قبل الموعد النهائي، ولاتزال تفاصيل الجريمة مشوشة، وأنكرت جماعة التوحيد والجهاد مسئوليتها عن العملية، لكن لم يكن هناك أي وسيلة للتحقق من صحة هذا الادعاء، ولا هوية من يقفون وراء شريط الفيديو، ورغم أن حماس قالت إنها ألقت القبض على أحد المشتبه، ألمحت إلى أن إسرائيل يمكن أن تكون قد لعبت دورا في عملية القتل. وعملية قتل اريجوني ليست الأولى من نوعها ضمن حركة التضامن الدولية، فقبله قتلت المتضامنة راشيل كوري على يد جرافة عسكرية إسرائيلية حاولت توقيفها في 2003، لتصبح رمزا عالميا للنضال الفلسطيني، ورغم أن وفاتها اثارة الرأي العام في جميع أنحاء العالم، إلا أنها شجعت ناشطين آخرين على العمل من أجل غزة، وكان اريجوني أحدهم ووصل إلى القطاع أغسطس 2008 على متن قارب من النشطاء الذين كانوا يحتجون على الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع. وتشير الصحيفة إلى أن موته يمكن أن يشكل انتكاسا للجهود التي يبذلها الناشطون الذين يعدون حاليا لأسطول دولي ينطلق في مايو ويتحدى الحصار الإسرائيلي على غزة.