كان الاتصال متواصلا مع المهندس حسب الله الكفراوي وسألته في احداها عما يملكه بعد أن قام بتشييد هذه القري السياحية الممتدة في الساحل الشمالي.. أجاب الرجل قائلا إنني لا أملك طوبة واحدة في هذا الساحل بأكمله. قلت له ألا تخشي أن يحاسبك نجلك علي تقصيرك معه قال إنه لن يحاسبني وهذا أفضل كثيرا من أن أترك له العار. وقد ظل المهندس الكفراوي صامتا لا لشيء سوي لأنه يخشي علي حياة نجله الذي يدرس بالخارج. واتصالي أيضا كان ممتدا بالدكتور كمال الجنزوري حينما كان رئيسا للوزراء يحرص علي المصداقية ولم يقبل أن يخدع المواطن ويضلل الرأي العام ومن هنا كان عمر الرجل قصيرا في رئاسة الوزراء ليحل مكانه عاطف عبيد في منصبه لتلك السنوات التي طالت.. وفي احد أحاديثي مع الدكتور الجنزوري سألته بعد أن ترك المنصب لماذا أنت صامت قال وما جدوي أن أتحدث الآن الصمت أفضل. وقد قال لي أحد الوزراء السابقين الذي رحل عن الدنيا وكان وزيرا له نفوذه وسيطه قال إنني لم أعد أطيق رؤية هذا الرجل فهو يتجاهلني دائما في اجتماعات مجلس الوزراء, وهو ليس سياسيا علي الاطلاق ويضعنا دائما في حرج أمام أعضاء مجلس الشعب ولا يستجيب لطلباتهم.. وأضاف الوزير حينما كنت معه داخل مكتبه وبمفردنا لقد أبلغت الرئيس مبارك إنني لا أريد أن أستمر, وأرجو اعفائي لأني لا أستطيع مواصلة العمل مع الجنزوري وأجاب الرئيس لن تترك موقعك وإنك تعمل مع مبارك ولا تعمل عند الجنزوري.. وبعد أن سمعت هذه التصريحات من الوزير ذي النفوذ بثلاثة أسابيع رحل الجنزوري عن منصبه وبقي هذا الوزير ثم رحل الوزير بعد فترة طالت وامتدت وكان رحيله مفاجأة للرأي العام بأكمله. كما أن الدكتور فتحي سرور جاءت سعادته غامرة للغاية بهذا الرحيل وسبحان من له الدوام. المزيد من أعمدة شريف العبد