من منكم ينام آمنا في بيته أو سائرا في طريقه والشرطة مازالت غائبة عن الشارع منذ شهرين و 9 أيام بسبب الفراغ الأمني الذي دخلته مصر عقب اندلاع ثورة 25 يناير؟ وطوال تلك الفترة أصبح مألوفا أن نقرأ ونسمع عن حالات اختطاف, وقتل, وسرقة بالإكراه, بالإضافة إلي مصرع عشرات الآمنين بيد البلطجة التي انفلتت عقالها مع اختفاء أمن الشارع. أحدث إحصاءات حقوق الإنسان سجلت مصرع أكثر من 1000مواطن خلال شهر واحد بأسلحة قطاع الطرق والبلطجية, الأمر الذي يؤكد ضرورة المصالحة مع الشرطة, وقبلها المصارحة بأخطائها والاعتراف بها تمهيدا لعلاجها من الجذور. لذلك كله يعتبر المجلس العسكري أن من مهامه الأساسية خلال هذه المرحلة الانتقالية عودة الشرطة إلي الشارع, باعتبار أن الأمن هو مفتاح الاستقرار في ظل حالة الانفلات الأمني التي أطلقت سراح11 ألف بلطجي ومسجل خطر انطلقوا في الشارع بأسلحتهم يهددون أمنه, ويبددون أمانه. وفي المقابل حالة إحباط تسيطر علي عدد كبير من الضباط وأفراد الشرطة, مما يجعلهم غير قادرين علي أداء دورهم الأمني بكفاءة. وقبل أن تستوطن حالة الرعب والقلق في كل بيت سارع المجلس العسكري بإصدار مرسوم شدد فيه علي عقوبة البلطجة ومحاكمة من يرتكبها عسكريا, لكن في اعتقادي أن القانون وحده لا يكفي ما لم يشعر المواطن بأهمية عودة الأمان للشارع, ويسعي متسامحا لمعاونة الشرطة علي القيام بدورها. وعلي الجانب الآخر لابد من عودة الشرطة بكامل هيبتها في إطار احترام كامل لآدمية المواطن, وذلك لن يتحقق إلا بفتح حوار ومصالحة بين الجانبين تحت رعاية الوزارات المعنية, وعلي رأسها وزارة الداخلية التي أنهكت الشرطة في النظام السابق بمهام مدنية, وأهملت أمن المواطن. لكن الآن بعد ثورة يناير أصبح أمن الشارع المهمة الأولي لرجال الشرطة, وعلينا جميعا المساعدة في تحقيقها, والبداية عودة الشرطة للشارع باعتبارها مفتاح الاستقرار. المزيد من أعمدة عبد العظيم الباسل