لقد كنت من اوائل المؤيدين والمطالبين بعودة الدوري من منطلق أن قرار الغاء المسابقة ضد مصلحة الكرة المصرية ويلحق اضرارا بالغة بالاندية. وكنت اتمني أن أكون أول المرحبين بقرار العودة لولا أن وقعنا في المحظور, وهو ما حدث في مباراة الأهلي وسوبر سبورت الجنوب إفريقي وما شهدته المباراة من ثورة اطلاق للصواريخ والشماريخ التي حجبت الرؤية تماما داخل الملعب وأدت الي اختناق البعض وتدخل الإسعاف لإسعافهم. الأمر الذي دفعني الي سرعة تحذير المسئولين باتحاد الكرة من لعنة الاستعجال في قرار عودة الدوري, وما يمكن أن يتسبب من أحداث شغب قد لا تحمد عقباها دون أن تكون هناك الضمانات الكافية لحفظ الأمن داخل الملعب. ولم أكن أعلم أو أتوقع أن يأتي الرد سريعا وبهذه الدرجة في لقاء الزمالك مع الإفريقي التونسي الذي شهد اقبح صور الهمجية والبلطجة في اسوأء صورة لشغب الملاعب, مما اساء لصورة الرياضة المصرية وهو ما رفضه كل جموع الشعب مسئولين وجماهير. ولكن لا أخفي دهشتي وانزعاجي من قرار الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء باستئناف الدوري بالرغم مما شهدته مباراة الزمالك من أحداث مؤسفة!. وأري أن القرار كان متسرعا وعاطفيا بل فوقيا نابعا من التعاطف مع مسئولي الأندية ومناشدتهم للمسئولين بسرعة عودة الدوري, لانتشالهم من الأزمات المالية التي تواجه الأندية في ظل توقف المسابقة دون النظر للمصلحة العامة. أولا برغم تحفظي علي القرار طالما أصبح وقعا وقيد التنفيذ, يجب علينا التعامل معه بحرص شديد, وتأكيد أن ما حدث في استاد القاهرة سواء في مباراة الأهلي أو الزمالك ليس مقصورا علي مشجعي ناد بعينه إنما هو حالة عامة لجماهير كل الأندية! ثانيا: المهمة ستكون كبيرة وملقاة بشكل أساسي علي الجهات الأمنية.. ولكن هناك سؤال يطرح نفسه بشدة هل ستتقبل الجماهير أن تتعامل معها الشرطة بنفس الأسلوب الذي كان في السابق أم سيكون التعامل بشكل مختلف بعد ثورة25 يناير مع الوضع في الاعتبار أنه مازالت الثقة مفقودة بين الطرفين. ثالثا: لا يخفي علي أحد أن هناك بقايا فلول النظام السابق تسعي بأي شكل الي إثارة الفوضي, وليس هناك مناخ خصب للتعايش والتفاعل أفضل من التواجد بين جماهير الكرة المتعصبة! رابعا: لم يتطرق البعض الي الضغوط النفسية التي يمكن أن يتعرض لها اللاعبون وطاقم التحكيم في ظل اللعب تحت ضغوط من جماهير فرق علي حساب الأخري, وستظل صورة استاد القاهرة في مباراة الزمالك ماثلة في أذهانهم! خامسا: تبقي نقطة مهمة وهي أن هناك بعض الأندية الجماهيرية تمر بظروف في غاية الصعوبة, ومهددة بالهبوط, والآمال في بقائها بالممتاز محفوفة بالمخاطر, فماذا ننتظر منها في حالة استمرار تردي النتائج. سادسا: وأخيرا هناك رأي عام في الشارع يؤكد أن العدالة شبه غائبة في الجبلاية, والقرارات دائما تخضع للمساومة حسب جماهيرية ونفوذ بعض الأندية فمن الذي يستطيع أن يعيد للجماهير ومسئولي الأندية الثقة في الجبلاية في ظل ما نشهده حاليا من تصارع ومطالبات البعض لسحب الثقة. لا شك أن قرار عودة الدوري يسعدنا, ولكنه قرار بات محفوفا بالمخاطر في ظل المتربصين سواء من الجماهير أو ما يطلق عليهم الثورة المضادة, فالمطلوب الضرب بيد من حديد وتفعيل القوانين واللوائح الصارمة لمواجهة الخارجين علي القانون مادمنا عقدنا العزم علي عودة الدوري. المزيد من أعمدة أيمن أبو عايد