لايختلف احد علي ماحققته ثورة25 يناير من مكتسبات كانت بعيدة المنال, وما أحدثته من تغييرات في سلوكيات المجتمع المصري, في ظل ما نشهده من روح جديدة في الشارع. ولكن يبدو ان تلك الصورة الجميلة لم تصل مسئولي الأندية الرياضية الذين يبدو انهم مازالوا يعيشون في عالم آخر, ولايعنيهم سوي مصالحهم الشخصية! لقد كنت من أوائل الداعمين والمنادين بسرعة استئناف دوري كرة القدم, من منطلق ان ذلك يصب في مصلحة الأندية بالدرجة الأولي, والتي كانت مقبلة علي خسائر بالغة في حالة الغاء المسابقة وتجميد النشاط الكروي هذا الموسم, نتيجة التزامها ماليا بعاقداتها اللاعبين والمدربين وبخاصة الأجانب! ولكن المدهش حقا, بل المستفز ان يتزامن قرار عودة النشاط الكروي مع مطالبة الأندية للتليفزيون في هذا التوقيت بصرف مستحقاتها المتأخرة, وتهديدها بعدم اذاعة المباريات! وفي حقيقة الأمر كل الأندية وفي مقدمتها الأهلي الذي كان له دور المبادرة يتبني تلك الفكرة ومطالبته لاتحاد الإذاعة والتليفزيون ب004 ألف جنيه نظير إذاعة مباراته أمام سوبر سبورت قبل أن يقرر إذاعتها أرضيا مجانا! والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة ألا يعلم المسئولون أن قيادات التليفزيون السابقة بداية من وزير الإعلام السابق ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون كلاهما في السجن حاليا قيد التحقيق؟ واري ان توقيت طرح هذا الطلب سواء من جانب الأهلي أو الأندية الاخري للدوري بلغة التهديد والوعيد فيه تجاوز عجرفة وعدم تقدير للظروف التي تمر بها البلاد بعد ثورة25 يناير, وهو مايجعلنا نصنفها تحت مسمي الثورة المضادة! اين كان هؤلاء المسئولون في السابق ولماذا لم يتمسكوا بالحصول علي حقوقهم في ظل النظام السابق ام هي محاولة لاحراج القيادة الجديدة بالتليفزيون ووصعه امام خيار الدفع أو الحرمان من الإذاعة فيما تشبه انتهازية لم نعهدها من قبل!! ولسنا هنا ضد حصول الأندية علي حقوقها المشروعة, ولكن ما لفت نظري هو اصطياد البعض في الماء العكر.. واستغلال الظروف الذي لاتختلف كثيرا عن التظاهرات الفئوية التي يقوم بها البعض في المؤسسات والشركات وما يصاحبها من اعتصامات للعاملين وبعض اللاعبين داخل تلك الأندية ولماذا كنا نلومهم بينما نري المسئولون عن تلك الأندية يسلكون نفس التصرف مع جهات اخري؟ الا يعلم هؤلاء الظروف التي تمر بها مصر ولا أقول اتحاد الاذاعة والتليفزيون في هذا التوقيت الحساس واين الحس الوطني لديهم وكأنهم يريدون سكب الزيت علي النار لاشعال فتيل الغضب في الشارع من جديد. هل كان من المنطقي ان يرفض المجلس الاعلي العسكري استئناف الدوري في ظل هذه الظروف حتي تري من هو الخاسر الحقيقي من عدم عودة الدوري؟! عفوا, لقد نفد رصيدكم في الشارع وامام الجمعيات العمومية, ومطلوب ان تطول رياح التغيير كل الوجوه القديمة في جميع المؤسسات وفي مقدمتها الأندية الرياضية!!