مشاهد الخزي وممارسات القطيع التي أتحفنا بها بعض أهلينا عقب نزولهم لأرض استاد القاهرة خلال مباراة الزمالك الإفريقية ونقلت عارها تليفزيونات العالم الذي كان ينتظر كيف سيدير شعبنا ثورته ويحميها من الاختطاف, هذه المشاهد قرعت أجراس الخطر عند الدرجة الحمراء بأن ثورتنا في خطر, وأننا نسلمها طواعية لدعاة الفوضي والتسيب ممن التقت أهدافهم مع من أفقدتهم الثورة رشدهم بعد أن ضاعت مكاسبهم ورحل من كان يحمي فسادهم. ثورتنا يهددها التحالف المشبوه بين غلاة وأساطين الحزب اللا وطني وأباطرة أمن الدولة بعد أن دانت قلاعهم ومعهم لا سامحهم الله الجهلة والشراذم ودعاة البلطجة واللصوص, الذين ضيقوا الخناق علي رقابنا وفرضوا الحصار علي أمننا الاجتماعي لإجبارنا علي الخنوع والاعتذار عن ثورتنا لنقول صاغرين ولا يوم من أيامك يا مبارك ولقد خضع بعضنا بالفعل ونقلت بعض الفضائيات عن بعض الجماهير المرعوبة في الاستاد تحسرهم علي أمان افتقدوه منذ رحيل النظام وهم يتابعون وقائع موقعة الجمل في جزئها الثاني. لن ننصت طويلا لمن يبرر أن لكل ثورة سقطاتها ولن نستمع لمن يطلب المزيد من الصبر علي الداخلية, فعندما يسقط1200 قتيل من أبنائنا علي يد البلطجية واللصوص, وهو ما يفوق تعداد شهداء الثورة, فذلك يعني أن الثورة تحتاج لتعديل مسار حتي لا تنحرف تماما عن أهدافها, فالهدف لم يكن مجرد إزاحة مبارك وأذنابه حتي يأتينا النوم العميق, نحن نحتاج إلي جرعات ومقويات تثقيفية واستلهام حقيقي لفكر الثورة, يجب أن نرفض التسليم بأن الثورة حكر علي بعضنا ونحرم الآخر, لنتوقف فورا عن تخوين أشقائنا, لنكف عن الاستسلام لأنفسنا الأمارة بسوء المقصد تجاه من هم أكثرنا استمتاعا بنعم الله, ولماذا نكفر بأن الله خلقنا درجات؟ لماذا نرفض الاستماع للآخر, ونغلق عقولنا علي قناعات صدئة, لنتوقف عن الاستقواء بالديمقراطية التي لم نجيد بعد ممارستها. ونعتقد أن أهم تجلياتها تحدي النظام الذي جئنا به وإظهار العين الحمراء له حتي يسير وفق أهوائنا دون مراعاة للمصالح العليا للوطن التي تتصدر أولوياتها عودة الشرطة, فمتي تعود؟