من الظواهر الإيجابية التي شهدها معرض الكتاب هذا العام إقبالا ملحوظا علي كتب الأطفال. ففي جولتنا داخل المعرض لفت نظرنا ارتفاع عدد الأطفال مع ذويهم داخل المعرض وسور الأزبكية. ففي قاعة4 التي يوجد بها مجموعة كبيرة من دور النشر للأطفال التي تعرض الكتب والألعاب أكد عادل السيد أحد العارضين أن هناك صحوة استثنائية هذا العام في شراء الكتب التعليمية وألعاب تنمية الذكاء والمقدرة الفكرية للطفل ذلك علي عكس ما يعتقده الكثيرون من أن الالكترونيات طغت علي عاداتنا اليومية فلاتزال بعض الأمهات يفضلن لأطفالهن الألعاب الخشبية والكتب الكلاسيكية وكتب التلوين, كما راجت هذا العام الأدوات التعليمية الأكثر تقدما للكتب الناطقة لتعليم المهارات الكتابية الأساسية والعادات الصحية. ويضيف أن الكتب العلمية المخصصة للأطفال احتلت مكانة متقدمة في نسب المبيعات خاصة كتب تعليم اللغة الانجليزية كما تصدرت القواميس المختلفة من الانجليزية إلي العربية والاسطوانات الالكترونية قائمة المبيعات. كما شهد سور الأزبكية اقبالا كبيرا من الأطفال فتقول: أميرة حسن: جئت إلي سور الأزبكية لاشتري لأولادي المجلات والكتب القديمة لرخص ثمنها مقارنة بالجديدة, فالجديد يشكل عبئا ماديا كبيرا علي ميزانية الأسرة, وفي جناح روسياضيف شرف المعرض تم عرض أفلام الفيديو بهدف التعريف بروسيا ومدنها العريقة مثل موسكو وسانت بطرسبرج وهو النشاط الذي نظمه صندوق روسكي مير العالم الروسي وأيضا عرض الجناح الروسي مجموعة من الحكايات الشعبية الروسية باللغة العربية كتبها مجموعة من الكتاب المخصصين للأطفال وقد تم اعداده بناء علي طلب الوكالة الفيدرالية للنشر والاتصالات ضمن اطار برنامج روسيا ضيف شرف وكانت قناة روسيا اليوم من بين المشاركين في هذا المشروع حيث أصدرت1000 نسخة خاصة من مجموعة الحكايات وتم توزيعها أثناء أيام المعرض. وأثناء تجولنا لفت نظرنا قاعة المركز القومي لثقافة الطفل وهي تموج بالأطفال الذين يشاركون في الورش الفنية التي ينظمها, فتقول نادين حسام وهي تلميذة بالصف الخامس الابتدائي أحرص علي حضور هذه الورشة كل عام, فهي تشبع رغبتي في تعليم الفن الذي أحبه, وتقول فوقية حامد عوض الله المسئولة عن ورش الفنون التشكيلية بالمركز إن هناك أكثر من ورشة عمل فنية حول كيفية صنع العرائس من السلك, ومن الفيبر والرسوم المتحركة وطي الورق لصنع أشكال حيوانات وورش لتعليم التصوير الفوتوغرافي.. ودورنا في المركز أن نوفر لهم الخامات وندربهم علي هذه الفنون. وتضيف: هناك ايضا ورش سلسلة ابداع وهي مقدمة من الطفل إلي الطفل بمعني أننا نختار القصص الفائزة التي كتبها الأطفال ونعطيها لأطفال آخرين ليرسموها ثم ندخل مسابقة أخري كقصة مكتوبة ومرسومة, وهذه القصص الفائزة يتم طبعها, وتشير إلي أن الاقبال علي هذه الورشة يوميا يصل إلي نحو80 إلي100 طفل ويزداد هذا العدد في أيام الجمع. للطفل الكفيف مكان كما شاهدنا لأول مرة جناحا مخصصا للأطفال المعاقين المكفوفين تعرض فيه كتب مكتوبة بطريقة برايل ويقول محمد حسن الزياتي رئيس مجلس إدارة جمعية مزايا لذوي الاحتياجات الخاصة أن الهدف من هذا الجناح هو وضع الثقافة عند اطراف كل كفيف فأحيانا كثيرة لا يجد من يقرأ له. ويضيف: لقد عرضت هذه الفكرة علي أكثر من كاتب ودور نشر وبعضهم لم يتحمس لها بل ورفضها إلا أن دار نهضة مصر تحمست وتبنتها وقد وضعنا مقاييس لاختيار الكتب والقصص التي تحصل للكفيف الذي يتراوح عمره ما بين9 سنوات وحتي18 سنة ومن ضمنها ألا يكون حجم الكتاب كبيرا ولا تكون به صور ولو حدث تعديل لابد من موافقة الكاتب, وقد تم طباعة مجموعة قصص لأحمد سويلم ملامح من التراث, وقصص أخري لفاطمة المعدول وأخري فلسفية وتحمل قيما إنسانية. وتمني في النهاية أن تكون هناك مكتبة عامة للمكفوفين كلها تكتب بطريقة برايل.