المتحولون.. تسمية أطلقت علي فئة قليلة من الرجال والنساء الذين لا يحظون باحترام في أي مجتمع من المجتمعات, لأنهم يمثلون انحرافا عن الناموس الطبيعي للإنسان وليس بالمستطاع تصنيفهم في فئة من الفئات المحددة والمعروفة, فهؤلاء الأشخاص متلونون دائما ولا مبدأ لهم وهم علي أتم الاستعداد لبيع أنفسهم لمن يدفع لهم بغض النظر عن اقتناعهم أو محبتهم له وبدون تفرقة بين شخص وآخر أو جهة أخري. ويعرف المصريون نماذج من هذا النوع تركزت في مجال الإعلام والفكر والسياسة.. أشخاص تثبت الوثائق تحولهم من أبواق للنظام الملكي إلي أبواق لعهد الرئيس عبدالناصر وأعضاء في الاتحاد الاشتراكي, إلي أبواق للرئيس السادات وأعضاء في حزب مصر, ثم الحزب الوطني, ثم إلي أبواق للرئيس مبارك وللتوريث, وهؤلاء ملأوا الدنيا صراخا مدافعين عن مبارك ونظامه ضد الثورة, وناعتين الثوار بأقظع الصفات, وما أن تم خلع الثوار للرئيس حتي تحولوا فجأة بعملية عقلية سريعة إلي مؤيدين للثورة, ومدافعين عنها, بل وارتدوا رداء الثوار, وبدلا من توجيه خطابهم لفخامة الرئيس مبارك يهيبون به أن يستمر قائدا لمصر, نجدهم وبدون أي حياء يوجهون خطابهم لفخامة أي رئيس جديد للثورة, ويهيبون به تحقيق كل ما يتصورون أنه يريد تحقيقه. ليس بين هؤلاء ومنهم من بدأ مشوار النفاق في العهد الملكي ومازال يجري تحولاته حتي الآن من احترمه أحد في مصر مهما احتل من مراكز, ومهما كان له من نفوذ, بل يمكن التأكيد أنه لا يحترم نفسه, ولا يحظي باحترام أسرته, ولا حتي من باع نفسه لهم. الكل يعرف كم الفساد الذي أفرز أمثال هذه الشخصيات الشائهة, وكم الفساد الذي أشاعوه في كل موقع احتله بالدور الذي لعبوه في تزييف الوعي لدي المواطنين. إن ثورة 25 يناير التي مازالت تطالب بإسقاط كل رموز وأدوات نظام مبارك حتي تتفرغ مصر لبناء مستقبل يليق بالمصريين بناة الحضارة, لن تسمح أبدا باستمرارية هذا الصنف الشائه من الأفراد في تقديم نموذج وقدوة فاسدة للأجيال المقبلة. ومن المثير للدهشة أن هؤلاء ومن يساندونهم من القوي المناهضة للثوروة, والراغبة في بقاء نظام مبارك مع بعض التعديلات, لا يدركون أن مصر بعد 25 يناير غير مصر قبلها, وأنه لا مكان بعد الثورة للمتحولين فيها, ولن يقبل الثوار الشرفاء أن يكون هؤلاء وصمة في جبينهم.