نجح المصريون في معركة البورصة, كما نجحوا في ميدان التحرير, وكما نجحوا أيضا في معركة صناديق الإستفتاء.. إنتهت حالة السلبية والتبعية, وثقة المستثمر المحلي دفعت الأجانب لإعادة التفكير والدخول للشراء.. وربما لا نجاوز الحقيقة إذا إعتبرنا أن إرتفاع مؤشر البورصة الخميس الماضي وإخضرار الشاشات بهذا الشكل نوع من التصويت علي المستقبل.. ولكن.. مازالت هناك العديد من التساؤلات والمخاوف لدي البعض.. وهناك العديد من القضايا التي طرحها الإعلام تحتاج إلي توضيح منها عملية التكويد الجديدة لأسهم عائلة الرئيس السابق بعد تنحيه بأسبوعين.. البعض يصورها كمؤامرة من تشكيل عصابي, والبعض الأخر المدرك لطبيعة مثل هذا الإجراء يتأكد لديه أن البورصة حارس شريف علي أموال المصريين. أيضا موضوع الإجراءات التي تم إتخاذها من قبل هيئة الرقابة المالية قبل الفتح, وما تم وضعه من حدود سعرية وتخفيض ساعات التداول كل هذا يحتاج إلي توضيح من المسئولين.. وفي حوار عاجل مع الأستاذ محمد عبد السلام رئيس البورصة ومصر للمقاصة حصلنا علي إجابات كاشفة لعلها توضح الصورة وتحقق الهدف.. .. بداية ما هي خطتك للنهوض بالبورصة وإستعادة الإستقرار؟ . خطتي أن نمر من هذه الفترة الإنتقالية بسلام, وأن نعيد التوازن للبورصة, وتحقيق الهدوء النفسي للمتعاملين. وبالتأكيد التفكير الهادئ لن يكون إلا بعد إنهاء الإعتصامات والمظاهرت وبعدها سيتم تجميع لكافة المعلومات المتاحة عن الفترات قبل الغلق وبعد الفتح لنضع خطة للتطوير تضمن حل جميع المشاكل. .. ما رأيك في أداء البورصة عقب عودة التعامل يومي الأربعاء والخميس الماضيين؟ . كان الأداء غير متوقع علي مستوي العالم أجمع فقد كشف عن مدي عظمة الإنسان المصري ونضجه, والفضل لله أولا وأخيرا ثم للناس والمستثمرين والسماسرة, الكل قام بدوره بمنتهي الوطنية والعقل. كان هناك خوف من إنهيار للمؤشر وإنخفاضه بما يتراوح بين 25 الي30% ولكن الإنخفاض في اليوم الأول أقل من9%, واليوم الثاني أغلق علي إرتفاع 3.7%. وأنا أكرر ما سبق وقلته أن الأزمات تصنع الثروات. والأسعار الأن أكثر من منافسة وجاذبة للغاية وتغري أي مستثمر للدخول وتكوين محفظة. وأكرر ما قلته أن أموال المستثمر وقيمتها فيما بحوزته من أوراق فلا يجب أن يفرط فيها تحت ضغط او مخاوف. وأنصح المستثمر الذي لديه سيولة زائدة بالدخول للشراء من البورصة أو من خلال صناديق الإستثمار. .. تم وضع ضوابط لتقليل الصدمة الأولي بعد إعادة تشغيل البورصة, فهل هناك إعادة نظر في مثل هذه الضوابط؟ . تنظر هيئة الرقابة المالية حاليا في هذه الضوابط والإجراءات لتقييمها والنظر في جدوي إستمرارها من عدمه. ولقد وضعنا حدود لحركة أسعار الأسهم تحوطا من هبوط مبالغ فيه يضر بالمستثمرين صغارا وكبارا, وعندما بدأنا العمل من جديد وجدنا أن هذه الحدود السعرية لا قيمة لها. والحقيقة أن الحدود السعرية لها أثر نفسي في الأساس قبل أن تكون حاجز سعري, ومن المتوقع ترك هذه الحدود حتي نستكشف أداء السوق خلال جلستي الأحد والإثنين قبل إلغائها واستعادة السوق لطبيعته دون قيود. .. توقعنا خروج الأجانب بكثافة, فهل خرجوا أم أنهم يراقبون الأوضاع؟ . في الحقيقة توقعنا خروجا قويا للأجانب بعد غلق السوق لنحو 38 جلسة ولكن المفاجئة دخول أجانب للشراء للمرة الأولي, صحيح أن صافي تعاملاتهم بائع ولكن نسبة كبيرة من المعاملات بائع ومشتري كانت ترجع للأجانب. علي سبيل المثال بلغ حجم تعاملات الخميس2.7 مليار جنيه منها1.8 مليار جنيه تعاملات في الأسهم نصيب الأجانب منها1.1 مليار جنيه. وبالطبع المستثمر الاجنبي علي وعي ودخوله لأي سوق يرتبط بمصالحه وساعد علي هذا الإقبال تماسك المستثمر المحلي وثقته فيما بيده من أوراق. ولا يجب أن ننسي أن دخول المستثمر الأجنبي للبورصة معناه تحويل نقد أجنبي للسوق المصرية واستبداله بالجنيه المصري. .. هناك تخوفات من التعامل علي أسهم الشركات التي تم التحفظ علي أموال أصحابها أو مسئوليها وعددهم يصل الي157 شخصا, فإلي اي مدي يمكن أن يثير ذلك تخوفا من هذه الأسهم؟ . أسهم رؤساء مجالس إدارات هذه الشركات أو أعضاء مجالسها هي أسهم إحتفاظ لا يتم التعامل عليها عادة, حيث يحافظون علي تملكها لضمان إستمرارهم في مواقعهم بمجالس الإدارات, وهي أسهم إحتفاظ وليست للمتاجرة, وعادة لا يتم تداولها مع الأسهم حرة التداول, وبالتالي فحجم وكمية الأسهم المتاحة للتداول لم تنقص بعد التجميد.. ولو أن هناك أسهم يتم التداول عليها من قبل هؤلاء المسئولين فقد كانت بكميات ضئيلة للغاية غير مؤثرة. ولا يعني التحفظ علي أموال هؤلاء أنه تم التحفظ علي الشركات, فالشركات مستمرة ولها مجالس إدارة يديرونها باحتراف, والمتحفظ عليهم لم يكونوا متفرغين لإدارة هذه الشركات بل أوكلوا إدارتها لأشخاص تنفيذيين علي قدر عال من الكفاءة, وهؤلاء الأشخاص يقومون بإدارة الشركات وتنميتها وتطويرها, وأداء هذه الشركات قوي والتحفظ علي أموال بعض مسئوليها لا يؤثر علي قوة الشركة وقيمة أسهمها من قريب أو بعيد إلا من حيث العامل النفسي لدي المستثمر. .. تردد في بعض وسائل الإعلام أنه تم التكويد لعائلة الرئيس السابق بأكواد جديدة بعد تنحية بأسبوعين بما يشير إلي وجود مخالفة ما. فما هي الحقيقة في هذا الموضوع؟ . منذ عام2003 تقوم البورصة بإعادة تكويد لأي مستثمر يقوم النائب العام بالتحفظ علي أمواله حيث تقوم إدارة البورصة بالتكويد بأسماء هؤلاء المتحفظ عليهم بأسمائهم الصحيحة الكاملة وبحيث يكون معلوما لدي السماسرة الأسماء بشكل واضح يتضمن إسم الشهرة لهؤلاء الأشخاص حتي لا يقوم السماسرة بالتعامل علي أسهمهم وتمر بالسهو أو الخطأ علي إدارة البورصة. ومن هنا فإن إعادة التكويد بالأسماء الحقيقية لمزيد من الشفافية وحتي لا يقوم سمسار بتسجيل الكود بإسم لا يشتمل علي إسم الشهرة. والحقيقة أن تصور وجود تشكيل عصابي وراء هذا الإجراء أمر يدعو للتعجب الشديد بل ويثير الضحك, فلو إفترضنا أن هناك تلاعبا فهل يمكن إعادة التكويد علي حسابات خالية لا يوجد بها أرصدة للبيع, وإذا إفترضنا أن هذا الكود وصل إلي شركة مصر للمقاصة بهدف نقل الأرصدة من الكود القديم إلي الكود الجديد فهذا يفترض أن المسئولين بمصر للمقاصة متخلفين عقليا فنحن ساعة أن يصدر النائب العام قرار التحفظ نبادر بوقف هذه الأرصدة ونعد بها كشفا ونرسله للنائب العام, ومنذ هذه اللحظة تصبح مصر للمقاصة برئيسها والعاملين بها بمثابة الحارس القضائي علي هذه الأسهم التي لو إختفي منها سهم واحد نذهب جميعا إلي السجون. فهل هذا معقول؟ وأنا لست في موقع الدفاع عن البورصة في مثل هذا الإجراء لإنني تسلمت العمل منذ ثلاثة أيام فقط, ولكنني أقول ذلك لإحقاق الحق ولتوضيح الصورة.. فهذه الأكواد الجديدة لا قيمة لها إلا في تحقيق الشفافية وتوضيح الأسماء والأكواد بدون أي لبس للسماسرة حتي لا يتحجج أحد بعد ذلك بأي حجة إذا ما تم التعامل علي أي أكواد قديمة. وهذه الأكواد الجديدة لا تصلح إلا للشراء, ولا أعتقد أن أي من المتحفظ علي أموالهم يمكن ان يشتروا أوراقا جديدة ليتم التحفظ عليها هي الأخري!! هذا إجراء إحترازي بحت والدليل الكامل علي الشفافية وحسن النوايا أن إدارة التكويد بالبورصة أرسلت الأكواد الجديدة لإدارة العضوية لترسلها بدورها للسماسرة حتي تحذرهم من التعامل علي هذه الأسماء بالأكواد الجديدة التي تم توحيد الأكواد جميعها تحت إسم واحد مفصل لا يحتمل الخطأ وبكود موحد حتي لا يتعامل عليه أحد حتي علي سبيل الخطأ أو السهو. المزيد من أعمدة نجلاء ذكري