جنيف من مراسلة الأهرام: قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في معرض تعليقها علي الأحداث في سوريا إن القوات العسكرية السورية أطلقت النار أمس, صوب التظاهرات التي اجتاحت الجزء الجنوبي من سوريا, وقتلت العديد من المتظاهرين العزل من السلاح. ووصفت الصحيفة علي موقعها الإلكتروني, هذه التظاهرات بأنها تجتاح بقوة الدولة المهمة استراتيجيا, متبعة لنفس المسار الذي غير طبيعة السلطة في العالم العربي. وذكرت الصحيفة, أن عشرات الآلاف من المتظاهرين في مدينة درعا, والمدن الأخري والقري في أنحاء سوريا, نزلوا إلي الشوارع للتظاهر في تحد واضح للنظام الذي يستخدم العنف ضدهم. ومن المرجح أن تلتزم الولاياتالمتحدة, بموقف حذر وألا تتدخل في الاحتجاجات التي تشهدها سوريا, فيما تتابع ما إذا كانت ستمتد بشكل كبير, أو ستشعل حملة قمع وحشية. إلا أن محللين متخصصين في شئون الشرق الأوسط, قالوا إن المظاهرات وعدد القتلي الذين سقطوا جراء تعامل الحكومة مع المتظاهرين, ليسا بالقوة التي تدفع الولاياتالمتحدة, لاتخاذ رد أكبر من مجرد الادانة. ووفقا لمنظمة العفو الدولية فقد سقط55 قتيلا علي الأقل خلال الأسبوع الماضي في درعا. وأدان جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض أمس, جهود سوريا لقمع الاحتجاجات وطالب بإنهاء فوري لقتل المدنيين علي أيدي قوات الأمن, وحثت السلطات علي متابعة التفاوض مع المعارضة. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا, إن مجموعة مسلحة استغلت تجمعا لبعض المواطنين في مدينة حمص, وسط البلاد واقتحمت نادي الضباط, وقامت بأعمال تخريب وكسر وإطلاق نار, ما أدي إلي استشهاد مواطن, وإصابة آخرين إضافة إلي إلحاق الأذي والضرر بالنادي والمحال التجارية المجاورة. يأتي هذا في الوقت الذي يقول فيه المعارض والكاتب السوري فايز سارة, إن السلطات ترد بقسوة علي التظاهرات السلمية, التي تطالب بالحرية والكرامة وكأنها تريد ترويع السوريين من جديد, علما بأن كل التظاهرات سلمية, وأن مستشارة الرئيس بثينة شعبان, أعلنت تأكيد القيادة السورية, قبل يومين علي حق الناس في التظاهر السلمي, فلماذا هذا الرد العنيف من أجهزة القمع؟!. فيما أعلنت الحكومة السورية أمس, مجددا أن قوات الأمن ستواصل ملاحقة ما أسمتهم بالعناصر المسلحة, التي تروع السكان والأهالي وتحاول العبث بأمن الوطن والمواطنين, دون تقديم المزيد من الإيضاحات حول تفسير هذا الخطاب. من جانبها, دعت المفوضة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي, سوريا لوقف استخدام الذخيرة الحية في التعامل مع المتظاهرين علي وجه السرعة. جاء ذلك في بيان عاجل للمفوضة صدر أمس في جنيف, طالبت فيه سوريا الاستفادة مما جري في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين, حيث أدت عمليات اطلاق النيران واستخدام الذخيرة الحية, إلي مزيد من القتلي في صفوف المتظاهرين السلميين.