خطوات نسائية نحو التغيير

أكدت ثورة‏25‏ يناير الشعبية ان المرأة شريك فعال في المجتمع وان لجمعيات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال حقوق المرأة دورا اساسيا في غرس الروح الحقوقية في نفوس النساء وتمكينهن من معرفة أبسط حقوقهن‏ .. ولكن بعد هذه الثورة الناجحة والتي فجرت الحماس لدي الملايين يتبادر إلي الذهن سؤال محدد هو: هل حققت الثورة ماكانت تصبو إليه المرأة المصرية طوال السنوات الماضية؟
تجيب علي هذا السؤال هالة عبدالقادر المدير التنفيذي للمؤسسة المصرية لتنمية الأسرة قائلة إننا لانستطيع ان نفصل بين متطلبات النساء والقضايا النسوية عن الوطن بعد ثورة25 يناير, لكن نستطيع ان نقول بشكل عام إن الثورة ستجعل كل الأمور تأخذ منحاها الطبيعي مما سيترك اثرا ايجابيا علي منظومة المرأة بالمجتمع ومع ذلك فإننا لاننفي ان للمرأة متطلبات خاصة لكونها فئة لها خصوصية داخل المجتمع لذلك يمكن اعادة النظر في مسألة تمثيلها داخل البرلمان ودورها سياسيا, حيث ان هناك فكرة لإقصاء النساء عن الادوار السياسية, والدليل علي ذلك عدم دعوة المرأة للمشاركة في اللجنة الدستورية الحالية الخاصة بصياغة الدستور واستمرار ابعادها عن شغل بعض المناصب مما يؤكد وجود مؤشرات للفكر الذكوري.
وتنادي هالة عبد القادر بضرورة ان يكون للمرأة دور مميز ووجود طبيعي داخل كل كيانات الدولة سواء السياسية أوالاقتصادية لتخطو خطواتها الأولي علي طريق التغيير بشكل مختلف عن ذي قبل.
وتضيف عزة سليمان رئيس مجلس إدارة مركز قضايا المرأة المصرية انه انطلاقا من مشاركة المرأة في صفوف الثورة الشعبية المصرية بهدف بناء مصر جديدة ودولة مدنية وتحت الشعار الذي وحد المصريين حرية ديمقراطية, عدالة اجتماعية, وان الشعب هو مصدر السلطات فيجب بناء نظام سياسي واجتماعي جديد تشارك فيه النساء اللاتي شاركن في الثورة الشعبية لاستكمال مسيرتنا, مع وضرورة مشاركة المرأة في العملية السياسية وصنع القرار خلال المرحلة المقبلة.
وأكدت عزة سليمان اقتناع النساء بإلغاء جميع اشكال التمييز بين المواطنين ليس علي اساس الجنس فقط وإنما علي اساس اي طبقية أو عرقية أو عقائدية أو ايديولوجية لتحقيق المواطنة للجميع, وبناء علي هذه الاسس اصدرت مجموعة من منظمات المجتمع المدني ومنظمات غير حكومية مجموعة من التوصيات منها تشكيل مجلس رئاسي مؤقت يلتزم بمباديء الثورة الشعبية وحكومة انتقالية تكنوقراطية ودمج النساء في لجنة صياغة الدستور الجديد واعادة الأمن والأمان للاسر المصرية والمجتمع بأكمله لتحقيق الاستقرار وإطلاق الطاقات البشرية والاقتصادية ونهضة الوطن.