بدأت الحكومة تحركا سريعا لاحتواء أزمة البوتاجاز, واتخذت وزارات البترول, والتضامن الاجتماعي, والتنمية المحلية إجراءات عاجلة لإنهاء الأزمة, التي مازالت مشتعلة في مختلف المحافظات, خاصة القاهرة الكبري. وقد تمثلت هذه الإجراءات في زيادة الكميات المطروحة في الأسواق بنحو مائة ألف اسطوانة يوميا, وزيادة معدلات توصيل الغاز الطبيعي إلي الوحدات السكنية بنسبة50% لتصل إلي750 ألف مسكن سنويا, بالإضافة إلي فتح مصانع شركات الغازات البترولية لجميع المستودعات للحصول علي الكميات التي تطلبها دون حد أقصي لتلبية احتياجات المواطنين, كما تم تشكيل مجموعات كبيرة من مفتشي وموظفي التموين لمراقبة المستودعات طوال اليوم, لتوفير الاسطوانة بالسعر الرسمي المحدد لها وهو جنيهان ونصف الجنيه. وإذا كان استخدام أسطوانات البوتاجاز في الأغراض غير المخصصة لها, له أثر كبير في سحب كميات كبيرة منها لاستخدامها في مصانع قمائن الطوب والزجاج ومزارع الدواجن والمسابك والمطاعم ومصانع الألومنيوم, فإنه بات من الضروري إحكام الرقابة والضرب بيد من حديد علي لبلطجية الذين يبيعون الأنابيب بأسعار مبالغ فيها, التي وصلت إلي ما يتراوح بين30 و50 جنيها للأسطوانة الواحدة. وعلي الجانب الآخر, فإن المواطنين مطالبون بالكف عن شراء الأنابيب إذا وجدوا سعرها مبالغا فيه, وعليهم أن يذهبوا إلي المستودع للحصول عليها في حضور مفتشي التموين, وبالسعر الذي حددته وزارة التضامن, كما أن رغبة البعض في الاحتفاظ بأكثر من أسطوانة كاحتياطي لديه يعد سلوكا خاطئا, ويشجع هؤلاء المهربين والبلطجية علي التمادي في عمليات الاتجار بالسوق السوداء, أما المحافظون, فمسئوليتهم أكبر.. لأن وزارة التضامن أعطتهم صلاحية توقيع أقصي العقوبات علي الموزعين في المستودعات, وتبدأ بالغرامة المالية, ثم إغلاق المستودع أو المصنع إذا ثبت أنه يستخدم أسطوانة الغاز بطريقة خاطئة.