أعرب الاجتماع الوزاري الطاريء لمنظمة المؤتمر الإسلامي, الذي اختتم أعماله أمس لبحث التطورات الدموية في ليبيا عن بالغ القلق من هذا الوضع, وأدان استخدام الطيران العسكري وقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة ضد المدنيين الأبرياء. ودعا السلطات الليبية للوقف الفوري للعمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين. وأكد الاجتماع الذي ترأسه السيد أكمل الدين إحسان أوغلو الذي عقد برئاسة السعودية وحضور مصر وعدد كبير من الدول العربية والإسلامية ومندوب ليبيا بالمنظمة مجددا الالتزام القوي باحترام سيادة ليبيا وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شئونها الداخلية وشدد علي الموقف الثابت للمنظمة من وقف جميع أشكال التدخل العسكري في ليبيا, وأعرب عن الترحيب بقرار مجلس الأمن رقم3791 الذي يدعو لحظر جميع الرحلات الجوية في المجال الجوي لليبيا للمساعدة علي حماية المدنيين, ووقف الأعمال العدائية وتيسير تقديم المساعدات الإنسانية الي ليبيا, كما دعا الاجتماع الدول الأعضاء بالمنظمة لاقامة اتصالات مع المجلس الوطني الانتقالي بليبيا, وهو ما تحفظ عليه المندوب الليبي وطلبت ليبيا ارسال لجنة لتقصي الحقائق علي الأرض في ليبيا, ووافقت المنظمة علي ذلك, وحث الاجتماع الدول الأعضاء علي التحرك بسرعة لتقديم المساعدة الانسانية الضرورية والعاجلة للشعب الليبي ومساعدته علي تجاوز هذه الأزمة الخطيرة. وصرح رئيس وفد مصر في الاجتماع مساعد وزير الخارجية للشئون العربية السفير محمد قاسم لالأهرام بأنه أوضح للاجتماع ضرورة وقف اطلاق النار لتجنيب الشعب الليبي المزيد من سفك الدماء, واحترام مصر للتطلعات المشروعة للشعب الليبي وقلق مصر من هذه التطورات, خاصة الاقتتال العسكري وذلك لتأثيرها علي أرواح المدنيين الأبرياء, وأيضا النزوح الجماعي للمصريين سواء في حدود تونس أو حدود مصر. وأشار السفير قاسم الي أنه تم حتي الآن إجلاء002 ألف مصري عنم طريق الطائرات, مشددا علي أن ما يحدث في ليبيا, أزمة انسانية في المقام الأول, وقرار مجلس الأمن بشأن ليبيا حول القضية من مسألة عربية الي مسألة تخضع لاهتمام المجتمع الدولي بأكمله, لذلك الأولوية هي حماية المدنيين ووقف اطلاق النار لمنع حدوث كارثة إنسانية في ليبيا. وعلم مندوب الأهرام, أن دول جوار ليبيا التي تضم الجزائر ومالي وموريتانيا تحفظوا علي اقامة اتصالات مع المجلس الانتقالي الليبي, إلا أنه قد اتفق علي ايفاد لجنة لتقصي الحقائق من منظمة المؤتمر الإسلامي الي ليبيا بناء علي الطلب الليبي وهذا بالطبع سيتيح إجراء اتصالات مع المجلس الانتقالي. وكان مندوب ليبيا وسفيرها في الرياض محمد سعيد القشاط, قد أعرب عن دهشته من المنظمة ارسال مساعدات إنسانية الي شرق ليبيا دون أخذ موافقة السلطات الليبية علي ذلك, برغم أن إعلان ليبيا أنها ليست في حاجة الي أي نوع من المساعدات, وقال لقد كنا نعتقد أن المنظمة سندا قويا لنا في تصدينا للتطرف والارهاب والقاعدة, وأن يقوم أمينها العام بزيارة الي ليبيا لمعرفة الحقيقة أو ارسال لجنة تقصي الحقائق. وكان نائب وزير الخارجية السعودية الأمير تركي بن محمد بن سعود قد ألقي كلمة دعا فيها لتدارك الكارثة الإنسانية في ليبيا ومنع تفاقمها وضرورة بذل الجهود لاحتواء الموقف وايقاف نزيف الدم الذي راح ضحيته الكثير من الليبيين الأشقاء. ومن جانبه, افتتح الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو بكلمة مماثلة, أكد فيها دعم المنظمة لما جاء في قرار مجلس الأمن رقم3791 من خطوات عملية لوقف القتال إلا أننا نستبعد ارسال قوة احتلال بأي شكل علي أي جزء من الأراضي الليبية, مشيرا الي أن الأزمة الليبية مازالت مستفحلة وهذا يقتضي القيام بعمل إسلامي جماعي تحت مظلة منظمة المؤتمر الإسلامي