لقد استقر في قناعة الأغلبية الساحقة من شعب مصر أنه كانت هناك عصابة تنهب ثروة ومقدرات مصر.. تتاجر بالأراضي ومشروعات الدولة في إطار برنامج الخصخصة وأيضا بالآثار والسموم وتكسب المليارات. وتفتح لها أبواب البنوك تدخل من أوسعها لتأخذ المليارات.. وهذه هي الفوضي التي يجب إخمادها حتي ننساها. إن فتح الملفات المشبوهة هو الحبوب المهدئة للناس في انتظار حل صعوبات حياتهم اليومية. فمئات الشكاوي او البلاغات التي يتحاكي بها الناس صحيحة أو مهولة.. الموجودة علي مكتب النائب العام والمتهم فيها سلسلة طويلة من كبار المسئولين في الدولة والحزب الوطني ورجال الأعمال وأجهزة الأمن والأسرة الحاكمة.. يجب الاسراع بالتحقيق والتصرف فيها. إننا حين نطالب بالاسراع في إنهاء قضايا الفساد, والاجهاز علي الاخطبوط السام, انما نفعل ذلك لكي يغلق, وبسرعة هذا الباب الذي سمم هواء بلادنا بروائحه الفاسدة.. ولكي تنطلق البلاد إلي العمل دون أن تنظر إلي الوراء, ولكي تستعيد مصر أموالها المنهوبة في ظل حكم طاغية وفاسد, ولكي تأتي رؤوس الأموال المصرية والعربية والأجنبية علي موجة السمعة النقية الجديدة. لقد اخضعت مقدرات البلاد في النظام الساقط لشهوات المفسدين.. هؤلاء المتاجرين بالنفوذ والخصخصة والأراضي والتهرب الضريبي, فعملياتهم كلها استنزاف للموجود فعلا من خير مصر وترابها ومشروعاتها, ورخاؤهم كله من عرق المصريين.. فالادانة لهؤلاء هي البراءة للأغلبية الساحقة من الشرفاء. وهذا موضوع يجب ان ينتهي بسرعة.. إننا لن نستطيع السير بسرعة الا علي طريق ممهد, لا علي طريق اغرقته في بعض اجزائه عمليات النهب والسلب المنظم لثروة مصر. نريد أن نقضي علي شعور المواطن البسيط بأنه منهوب باستمرار وهو شعور مدمر للأمن والاستقرار والسلامة النفسية للإنسان المصري..! [email protected] المزيد من أعمدة محمود المناوى