تواصلت أمس في العاصمة صنعاء وعدة محافظات يمنية الاعتصامات و الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام وسط مخاوف من اقتحام عناصر الأمن لها وتزامنت مع مسيرة مليونية في محافظة الحديدة غرب البلاد دعما لمبادرات الرئيس اليمني ومطالبة بالحوار ونبذ العنف والتخريب. وأكدت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية مواصلة نضالها السلمي في ساحة التغيير قرب جامعة صنعاء. وحيت اللجنة جميع النقابات التي استجابت لدعوة الإضراب العام, ودعت البقية لتنفيذ إضراب شامل يعجل بسقوط النظام ورحيل رئيسه. في هذه الأثناء أصدر وزير الداخلية اليمني اللواء مطهر رشاد المصري قرارات بإجراء حركة تغييرات في القيادات الأمنية في عدة محافظات لامتصاص الاحتجاجات الجماهيرية. وقالت مصادر أمنية أنه تم نقل مدير أمن الضالع غازي أحمد علي محسن مديرا لأمن عدن, خلفا للعميد عبدالله قيران, ونقل قيران إلي محافظة تعز خلفا للعميد عبدالكريم العديني, كما عين العقيد علي العمري مديرا لأمن الضالع, والذي كان يشغل نائبا لمدير أمن تعز. وبدأت السفارة السعودية ترحيل100 طالب يدرسون في الجامعات اليمنية إلي بلادهم بسبب توتر الأوضاع في اليمن, في الوقت الذي بدأت السفارة العراقية بصنعاء في ترتيب عودة آلاف من العراقيين إلي بلادهم من خلال إعداد وثائق لترحيلهم خلال الأيام القادمة. ومن ناحية أخري, صرح مصدر عسكري بأن الضباط والجنود الذين يعلنون عن انضمامهم إلي المتواجدين في الساحة أمام بوابة جامعة صنعاء أو غيرها من ساحات الاعتصام من منتسبي القوات المسلحة والأمن هم من المتقاعدين أو الصادرة بحقهم أحكام قضائية أو تم طردهم من الخدمة بسبب ارتكابهم مخالفات للقانون. واوضح المصدر أن بعضهم من المتهمين بالفساد والمتهمين ايضا بإصدار تراخيص مزورة لتجار السلاح ونهب ممتلكات القوات المسلحة والأمن وسرقة حقوق المقاتلين ورجال الأمن, مؤكدا انهم يرتدون الملابس العسكرية ليظهروا بأنهم عسكريون في حين أنهم في الأساس لا صلة لهم بالعمل في المؤسسة العسكرية والأمنية. جاء ذلك بعد أنباء عن انضمام300 جندي من اللواء17 مشاة إلي ساحة التغيير بصنعاء. وفي الوقت نفسه, قرر مجلس جامعة صنعاء تأجيل بدء الدراسة الجامعية للفصل الثاني من العام الجامعي الجاري إلي حين تحديد المجلس موعد الالتحاق خلال الفترة القادمة. وأرجع مجلس الجامعة برئاسة الدكتور خالد طميم رئيس الجامعة هذا القرار إلي طبيعة الظروف التي يشهدها محيط الجامعة جراء الاعتصامات المقامة عند بوابتها الرئيسية والشوارع المؤدية إليها والتي تحول دون وصول الطلاب والأساتذة إلي الكليات, وخلق أجواء لا تتلاءم مع طبيعة المناخ الجامعي. وكان الرئيس علي عبدالله صالح قد أكد خلال إستقباله مجاميع قبلية من محافظة ذمار أن الجهود التي بذلت والمبادرات المتعددة من أجل احتواء الاوضاع السياسية الراهنة, اصطدمت بالرفض من قبل أحزاب اللقاء المشترك المعارضة اليمنية. وأضاف صالح نحن مطالبون أن نجعل الحوار هو وسيلتنا لمعالجة جميع القضايا التي تهم وطننا بعيدا عن الفوضي والعنف أو الانقلاب علي الديمقراطية والشرعية الدستورية. وفي الوقت نفسه حمل مصدر مسئول بوزارة الداخلية اليمنية عناصر تابعة لتحالف أحزاب اللقاء المشترك( المعارضة الرئيسية بالبلاد) مسئولية هجوم ثان علي مقر المجمع الحكومي بمدينة الحزم بمحافظة الجوف شمال اليمن, واعتداءات أخري ضد نقاط أمنية بالمحافظة. وقال المصدر في تصريحات صحفيه له امس إن قوات الأمن المكلفة بحراسة المجمع تصدت للمهاجمين وأفشلوا الهجوم.