قتل 27 محتجا يمنيا، على الأقل، وأصيب أكثر من 500 آخرين، الأحد، برصاص قوات الأمن ومسلحين مؤيدين للرئيس علي عبدالله صالح، فتحوا نيران أسلحتهم على تظاهرة ضخمة كانت متجهة صوب شارع رئيسي، وسط العاصمة صنعاء، في إطار "تصعيد" الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام الحاكم. وقالت مصادر طبية :"قتل 20 شخصا أربعة في مستشفى العلوم والتكنولوجيا والستة عشر الآخرون في مستشفى ميداني". من جهته اعلن محمد الباني مدير مسشتفى ميداني في صنعاء عن اصابة 500 شخص اخرين برصاص قوات الامن. وبحسب مصادر طبية ، فان 25 شخصا أصيبوا بشظايا هم في حالة حرجة ، في حين يعاني عدد من المتظاهرين من مشاكل في التنفس اثر تنشقهم الغازات المسيلة للدموع. وفتحت قوات الأمن النار لتفريق عشرات آلاف المتظاهرين المحتجين المتجمعين في "ساحة التغيير" في وسط صنعاء حيث يعتصم محتجون منذ فبراير مطالبين برحيل الرئيس صالح. واستخدمت قوات الامن الرصاص الحي وخراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع. وكانت "اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية السلمية"، التي تقود الاحتجاجات في اليمن المتواصلة منذ يناير الماضي، دعت، أمس الأول، أنصارها، خصوصا في العاصمة صنعاء، إلى الخروج، الأحد، في تظاهرات حاشدة، و"اجتياز الحواجز الأمنية" المفروضة من قبل قوات الأمن الموالية للرئيس اليمني، وذلك في سياق برنامجها التصعيدي المطالب بإنهاء حكم صالح المستمر منذ العام 1978. وقال شهود عيان ل"الاتحاد" إن قوات الأمن اليمنية المتمركزة، بالقرب من جولة كنتاكي، الواقعة على شارع الزبيري وسط العاصمة، منعت تقدم المتظاهرين، الذين قدموا عبر شارع الزراعة، مستخدمة الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع. وأفادت مصادر إعلامية في المخيم الاحتجاجي الشبابي بصنعاء، أن المتظاهرين قاموا ب"إحراق ناقلة جند"، بعد تعرضهم لإطلاق النار، من قبل قوات الأمن ومسلحين"تمركزوا داخل مقر المؤسسة العامة للكهرباء". وأوضحت تلك المصادر أن مسلحين مناصرين للنظام الحاكم قاموا بإحراق مبنى المؤسسة "لتشوية صورة شباب الثورة السلمية". وكان عدد من المدن اليمنية شهدت مسيرات حاشدة استجابة لدعوة "اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية السلمية"، ب"تصعيد الاحتجاجات" في سياق برنامجها الثوري. وجابت مسيرة حاشدة لعشرات الآلاف, شوارع مدينة تعز (وسط)، التي انطلقت منها شرارة الحركة الاحتجاجية الشبابية مطلع العام الجاري. وطالب المتظاهرون ب"الوفاء لدماء الشهداء"، وتحقيق كافة أهداف الثورة" الشبابية. وقالت مصادر إعلامية معارضة إن قوات أمنية اعتدت على تظاهرة مماثلة، كانت تجوب صباح الأحد شوارع بلدة الراهدة في تعز، ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف المتظاهرين واعتقال آخرين. كما جابت شوارع مدنية عتق، عاصمة محافظة شبوة (جنوب شرق)، مسيرة هي الأضخم التي تشهدها المدينة منذ اندلاع الاحتجاجات الشبابية في اليمن. وأكد المتظاهرون رفضهم "لأي حوار" مع نظام الرئيس صالح، مطالبين "الحسم الثوري" سريعا. وكانت الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني المعارض، حورية مشهور، أكدت في مؤتمر صحفي، أمس الأحد، "المضي في التصعيد السلمي"، محذرا من وصفتهم ب"بقايا النظام" من المساس بالمعتصمين السلميين. وأشارت إلى أن الدولة "لم تعد موجودة فعليا, معتبرة أن النظام الحاكم بات محصورا في "العمل العسكري" الذي قالت إنه "ينتهك حقوق الإنسان ويمنع الخدمات عن الشعب"، حسب قولها. من جهتها، اتهمت وزارة الدفاع اليمنية حزب الإصلاح الإسلامي المعارض والزعيم القبلي حميد الأحمر باستقدام قناصة من تنظيم القاعدة المتطرف من محافظة مأرب إلى العاصمة صنعاء، لمرافقة المسيرات الشبابية الاحتجاجية. وذكرت الوزارة عبر موقعها الالكتروني، أن "سيارات تحمل أسلحة وقناصة من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة توجهت من محافظة مأرب إلى العاصمة صنعاء بطلب من حزب الإصلاح، وحميد الأحمر لمرافقة المسيرات التي تخرج من ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء". وأفادت أن "هناك مخططا لقتل المشاركين في المسيرات من قبل القناصة وإحداث تفجيرات في أوساطهم"، بهدف "تحميل السلطة مسؤولية تلك الأعمال الإرهابية واستغلال ذلك إعلاميا واستخدامها للضغط السياسي على السلطة والتأثير على الرأي العام المحلي والعالمي". إلى ذلك، تجددت الاشتباكات المسلحة أمس بين أتباع الزعيم القبلي النافذ صادق الأحمر وقوات الأمن المتمركزة في وزارة الداخلية ومعسكر النجدة، في منطقة الحصبة شمال العاصمة صنعاء.