بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية, سارعت الولاياتالمتحدةالأمريكية, إلي تبني مشروع وضعه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي آنذاك ووزير خارجيتها, وهذا المشروع الذي أطلق عليه مشروع مارشال هو مشروع اقتصادي كان هدفه إعادة تعمير أوروبا وتشغيل الاقتصاد والمصانع الأوروبية. بعد تدميرها بسبب الحرب, وقد رصدت الولاياتالمتحدة13 مليار دولار, وكانت نتيجته مذهلة وتلمس أوروبا واليابان آثاره الآن. ونحن وبعد نجاح ثورة25 يناير في أشد الاحتياج إلي مشروع مارشال مصري يعيد بناء الاقتصاد بشكل مختلف تماما عن المرحلة الماضية, ويضع في المقام الأول أن تقود الدولة بنفسها عجلة الانتاج الضخم الذي يستوعب العمالة التي استغني عنها أباطرة الخصخصة تحت مسمي المعاش المبكر الذي سبق أن تناولته رسائل عديدة ب بريد الأهرام, ورأينا رجالا في عنفوان الشباب وهم يرتادون المقاهي طيلة النهار والليل, ومنهم من ارتضي المكوث في بيته توفيرا للنفقات, وكل هؤلاء تم اضافتهم إلي طوابير البطالة المتراكمة أصلا بسبب الأعداد المتزايدة للخريجين كل عام, وطبيعي أن يعجز القطاع الخاص عن استيعاب جزء ملموس من هذه الأعداد الضخمة, لاعتماد هذا القطاع علي التكنولوجيا الحديثة في الادارة والتي لا يلزم لها عمالة مكثفة بل فكر مكثف. والآن نحن أمام كارثة جديدة بعودة العمالة المصرية من ليبيا بعد تدهور الأوضاع هناك, لتضاف إلي أرقام العمالة المتعطلة هنا, والتي سوف تنتج عنها آثار اجتماعية واقتصادية, ويتحتم علينا مواجهة هذه المشكلة, ولذلك فان الحوارات والمساجلات في جميع الفضائيات والتي تتناول بالشرح والتحليل ماهو مطروح الآن من أحداث, عليها أن تتفرغ وتطرح أفكارا جديدة تفضي إلي مشروع قومي ضخم والأسلوب الأمثل لتمويله لاحتواء المشكلة الطارئة لكي نبني مصر من جديد. محاسب عبدالمنعم النمر