تلقي ملحق شباب التحرير هذا المقال من الشاعر سمير الأمير, وقد اتضح أن المقال يحتوي علي معلومات شديدة الأهمية استقاها سمير بنفسه من تلاميذه وأولياء أمورهم ضباط الشرطة.. وعلي الرغم من أن هناك إجماعا علي أن ما شهدته مصر. من انفلات أمني يعود إلي خطة مدبرة فإن هذه المعلومات تضمنها هذا المقال, تجعل منه شهادة نضعها أمام المجلس الأعلي للقوات المسلحة, والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء.. وإلي المقال الشهادة: لعل البعض يعتقد أن مؤامرة الاختفاء المريب التي نسج خيوطها عناكب النظام الخرب قد انتهت بمجرد الحصول علي الشهادات والأدلة المادية التي أكدت أن الأمر كان متعمدا ومخططا له من قبل, وأقول ذلك ليس من قبيل الكلام المرسل كما يحلو لكهنة الطاغوت وأنصار الجبروت أن يقولوا ردا علي أية أفكار تكشف دناءة تدبيرهم وخيانة ضمائرهم للوطن الذي مازالوا يعيشون علي أرضه ويتنفسون هواءه, إن أي عاقل يدرك أن المؤامرة لم تنته بعد وأن قطاعا لا يستهان به من السادة الضباط مصممون علي البقاء في بيوتهم تشفيا في حالة الانفلات الأمني التي تسببوا هم فيها بل أن بعض الاعتصامات يتم تشجيعها من قبل عناصر كانت متعاونة مع أمن الدولة وكأن بعض رجال الأمن يقولون إما أن تقبلوا بضرب المتظاهرين وقتلهم وبإهانة وتعذيب الأبرياء وغير الأبرياء في أقسام الشرطة أو نسلط عليكم المجرمين والبلطجية ليروعوكم وينهبوكم ويثيروا الفتن بينكم حتي تتوبوا لأننا لا نستطيع أن نكون شرطة تحمي حريتكم لأن هذه الحرية تنتقص من تسلطنا وجبروتنا الذي لا نتخيل بل لا نستطيع العيش بدونهما, إن ما أكتبه ليس كلاما مرسلا كما أسلفت ولكنه نتيجة للنقاش مع طلابي من أبناء الضباط الذين أسألهم نفس السؤال كل يوم هل ذهب أبوك إلي القسم يا أحمد؟ هل سافر أبوك إلي عمله يا محمود؟ فيكون الرد لا, هو لن يعود للعمل حتي يعرف الناس أنهم أخطأوا في حق رجال الأمن, فأقول ولكن البعض قد عاد بالفعل فيبادرني كثير منهم نعم ولكنهم قرروا أن لا يفعلوا شيئا أي أنها عودة شكلية, وقد تقودني المصادفة للتحدث إلي أحد أولياء الأمور من السادة ضباط الشرطة الذين مازالوا يتحدثون عن الأجندات والمؤامرة الأجنبية بل أن بعضهم يقول أن من قتل الشباب هم عناصر مندسة من دول أخري. إن الأمر بات خطيرا ولم يعد يحتمل حتي هذا الكلام الذي أشرع في كتابته الأن, لقد أصبح واضحا أن الجهاز الأمني كان ينتظر أن تفشل تلك الثورة حتي بعد تخلي الرئيس وكان يراهن علي العودة لحماية أمن عصابة النهب الرأسمالي, وبدا أن تلك الآمال تبددت بعد استقالة أو إقالة أحمد شفيق الذي كان يمثل الواجهة البراقة الخادعة لنفس نظام الرئيس السابق ولعلكم تذكرون كيف كان السيد أحمد شفيق يستميت في الدفاع عن جهاز أمن الدولة بعد أن كان الضباط أنفسهم يخجلون من مجرد ذكر مخازي وفضائح هذا الجهاز, إنني علي يقين أن الكثير من الضباط الشرفاء يدركون أن جهاز أمن الدولة بما مثله في الثلاثين عاما الماضية إضافة إلي بعض الضباط الساديين من العاملين في أقسام الشرطة هم المسئولون عن حالة العداء والريبة التي تكتنف العلاقة بين الشعب وأبنائه من ضباط الشرطة. ويتحدث البعض الآن عن تجاوزات من قبل الجمهور الغاضب في حق رجال الأمن الذين يعودون إلي مواقعهم محملين الشعب المصري المسئولية أيضا ولكنهم يتناسون أن الجمهور معذور في تلك التصرفات, لأنه حتي الآن لم يسمع أن المعتدين والقتلة من رجال الشرطة المتجاوزين قد نالوا ما يستحقون من العقاب ومن ثم تهدأ نفوس الضحايا وأسر الشهداء, فليسرع المجلس العسكري بتقديم هؤلاء المجرمين للعدالة قصاصا لدماء الشهداء وتبرئة للضباط الشرفاء الذين لم يلوثوا أياديهم بدماء أبناء شعبنا ولم يلوثوا ضمائرهم بتلفيق التهم لكل من كان يفكر في إنقاذنا من التوريث ومن حكم الأسرة المباركية التي تسببت في بلوغنا الحضيض علي كافة الأصعدة والمستويات.