من المنتظر أن يتبني وزراء الخارجية العرب خلال ساعات قرارا بتأييد فرض حظر جوي علي ليبيا والذي حظي بتأييد عدد كبير من الدول. في الوقت الذي أبدت فيه بعض الاطراف في مقدمتها سورياو الجزائر تحفظات عليه وذلك وفق ما كشف عنه مصدر ديبلوماسي عربي ل' الاهرام' مع انطلاق الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية بعد ظهر أمس وقد بدأ الاجتماع في الساعة الثالثة من بعد ظهر متأخرا ساعة عن موعده المحدد من قبل وهو الساعة الثانية بعد الظهر بحضور وزراء خارجية عدد من الدول العربية او من يمثلهم وبحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية فيما خلا مقعد ليبيا من أي تمثيل حكومي نظرا لوجود قرار سابق لوزراء الخارجية بوقف مشاركة أي وفود حكومية ليبية في اجتماعات الجامعة العربية. وقال نائب الامين العام للجامعة أحمد بن حلي ان هذا الاجتماع هو استكمال لاجتماع مجلس الجامعة الذي عقد في الثاني من مارس الحالي يوم والذي اتخذ عددا من الإجراءات والمطالب من السلطات الليبية الا انها للأسف لم تتجاوب هذه السلطات مع هذه المطالب واستمر نزيف الدم الليبي والعنف الأعمي.. وأكد ان هذا الاجتماع سيدرس اتخاذ عدد من الخطوات العربية المطلوبة في هذه المرحلة للتعامل مع هذا العنف. وشدد في تصريحات للصحفيين قبيل الاجتماع علي ان المسئولية الاولي ملقاة علي الدول العربية أساسا ثم بعد ذلك بقية الأطراف الأخري, مؤكدا ان المسئولية العربية والقومية تحتم عليالدول العربية ان تعمل بكل جهد وبكافة الوسائل علي حقن الدماء ووقف هذا العنف الاعمي الذي يتسبب في سقوط العديد من الابرياء من المواطنين الليبيون كل يوم. وردا علي سؤال حول ما اذا كان سيتم مناقشة موضوع فرض حظر جوي علي الأجواء الليبية, قال بن حلي ان هذا الموضوع يناقش ضمن أفكار اخري خاصة بالتحرك علي الساحة الليبية لمعالجة الأزمة الليبية من كافة جوانبها وبحث تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة بكافة وجوهها للشعب الليبي المتضرر, وكذلك بحث التنسيق مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة بشأن الخطوات المقبلة فيما يتعلق بالوضع في ليبيا. وقد عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا تشاوريا قبيل انطلاق الاجتماع الطارئ للاتفاق علي القرارات التي ستعرض عليه وقبيل الاجتماع الوزاري التقي الأمين العام لجامعة الدول العربية مع وفد من شباب ثورة17 فبراير من ليبيا والذين طالبوه بضرورة اتخاذ موقف عربي حاسم لحماية الشعبي الليبي, خاصة وأن هذا اللقاء يأتي قبيل عقد الاجتماع الطاريء لوزراء الخارجية العرب بعد ظهر اليوم بمقر الجامعة العربية برئاسة سلطنة عمان. وكان المئات من ابناء الجاليتين الليبية واليمنية في مصر وعدد كبير من المصريين قد احتشدوا أمام مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حيث نظموا اعتصاما طالبوا خلاله بضرورة دعم دعوات الإصلاح في ليبيا واليمن, وطالبوا الجامعة العربية بإتخاذ موقف قوي وحازم يدعم المطالبين بالإصلاح, ويعمل علي وقف سفك الدماء في البلاد العربية التي تشهد تظاهرات سلمية وطالب أبناء الجالية الليبية خلال الاعتصام بإرسال بعثات تقصي حقائق حول ما يجري من انتهاكات خطيرة في الجماهيرية, وتقديم كل الدعم المطلوب للمطالبين بالإصلاح, و'الثوار', فيما دعا أبناء الجالية اليمنية بإدراج ملف ما يجري في بلادهم علي جدول أعمال اجتماع الوزاري العربي أمس. وندد المشاركون في الاعتصام بوقف قمع المظاهرات السلمية وعمليات قتل المواطنين المطالبين بالتغيير والإصلاح, وبضرورة تضافر الجهود العربية لمناصرة الشعبين الليبي واليمني.